أخر الاخبار

هل يؤثِّر الميتافيرس على الصحَّة العقليَّة والجسديَّة؟

هل يؤثِّر الميتافيرس على الصحَّة العقليَّة والجسديَّة؟
"الميتافيرس" كلمة طنانة في يومنا الحالي، يتحدث الكثير عن هذا التطوّر الجديد (من بينهم نحن)، وتزدهر أسهم الشركات المتبنيّة لمشاريع الميتافيرس (وعملاتها الرقميّة المشفَّرة أيضاً)، ويتحدّث عنه البعض بـجيد الكلمات، وآخرون يرون لا معنى له (من بينهم إيلون ماسك؛ "من يرغب بأن يضع تلفاز على أنفه؟").

تحدّثنا سابقاً عن المفهوم ومصدره وفكرته الخياليَّة، وقد قدَّمت لنا بعض الشركات رؤيتها، من بينها فيسبوك التي أعادت تسمية كيان الشركة إلى ميتا (Meta) وباتت لدينا رؤى حول المصطلح هذا وإمكاناته وما قد يقدّمه (وإن كانت توقعاتنا محدودة بالإمكانات الحاليّة).

الميتافيرس يُعد "الإنترنت الجديد" كما يدعوه المتحمِّسون له، ولكن دعونا نكون موضوعيين هنا، الإنترنت جعل حياتنا أسهل من نواحٍ متعدِّدة جداً، فهل يحمل الميتافيرس معه هذه الصفة؛ التغيير نحو الأفضل؟ البعض يقول نعم، وآخرون يقولون لا، ولكن لنذهب إلى أبعد من ذلك ونستكشف:

الآثار السلبيّة للميتافيرس على صحتك العقلية

نتحدّث هنا عن مشكلة أساسيّة وحقيقة واقعة في المجتمع، وهيّ الإدمان. الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي مسببة للإدمان، ولا يمكنك قول العكس. لقد اعتدنا على استهلاك المعلومات بوتيرة سريعة تنذر بالخطر، هذا يجعلك تريد شيئاً أفضل في كل مرة تقوم فيها بالتمرير لأسفل في موجز تطبيقات التواصل الاجتماعي. كل منشور أو صورة أو جزء من المحتوى هو جرعة صغيرة من الدوبامين في عقلك تشجّعك على الاستمرار في التمرير؛ هذا هو السبب الرئيسي الذي يجعل الناس يقضون ساعات على وسائل التواصل الاجتماعي.

أمّا الميتافيرس، فضع في اعتبارك عالماً افتراضياً يتمتع بعدة أضعاف القدرة على التفاعل الذي توفره وسائل التواصل الاجتماعي. سيكون الميتافيرس واقعاً موازياً ليس له حدود. حيث يمكنك إنشاء بيئة افتراضية أكثر جاذبية من العالم الحقيقي.

التأثير المتتالي للإدمان على التكنولوجيا الرقمية هو القلق والاكتئاب والخوف من المجتمع وعدم الثقة في النفس وما إلى ذلك، الميتافيرس سيوفر وسيلة للهروب من هذا الواقع، حيث تبني كل شيء ليكون مثالياً هناك. 

وجدت دراسة نشرت عام 2018 في المجلة الأمريكية للبحوث التربوية أن مستخدمي الإنترنت بكثرة (المدمنين) كانوا أكثر عرضة للعزلة الاجتماعية. وبالنظر إلى إمكانات الميتافيرس، يمكن أن تتفاقم هذه الأعراض.

وقت استخدام أطول وخصوصية أقل

هل يؤثِّر الميتافيرس على الصحَّة العقليَّة والجسديَّة؟
تستخدم شركات وسائل التواصل الاجتماعي تكتيكات لإبقائك على المنصة لأطول فترة ممكنة. مع تطور الميتافيرس، ستصبح البيئات الافتراضية في النهاية واقعيّة للغاية. قريباً، قد يتوقف العالم الحقيقي عن توفير نفس المستوى من التحفيز الذهني مقارنةً بالمستوى الافتراضي.

وفقاً لجامعة جنوب كاليفورنيا، يقضي الأمريكيون حوالي 23 ساعة أسبوعياً على الإنترنت. ومع تحول العمل واللعب والتواصل إلى البيئة الافتراضية، سيزداد هذا الرقم. هذا يترجم أيضاً إلى تقليل التعرض الخارجي بشكل كبير.

التأثير الجسدي الآخر للاستخدام المطوَّل للميتافيرس سيكون التعب. يمكن أن تسبب سماعات الرأس VR إجهاداً جسدياً عند استخدامها لأكثر من 30 دقيقة، مما يؤدي إلى الصداع والإرهاق.

وفي حين أن الخصوصية الرقميّة قد لا تكون مشكلة صحيّة مباشرة، إلا أن الافتقار إليها يمكن أن يسبب الكثير من الضرر. تقوم شركات التواصل الاجتماعي بالفعل بجمع بياناتك لتخصيص الخلاصات وزيادة وقت الاستخدام وبيعها لمعلني الطرف الثالث. من شأن الميتافيرس أن يمنح الشركات إمكانيّة الوصول إلى الكثير من البيانات التي يجب ألّا تصل إليها.

لا يزال الميتافيرس في المراحل الأولى من التطور. لا توجد الكثير من الأبحاث حول آثاره الضارة. ولكن بعض قضايا الصحَّة العقليَّة الملحَّة مثل الإدمان والاكتئاب تقع ضمن نطاقه.

في النهاية هذا لا يعني أن للموضوع جوانب سلبيّة فقط، تحدّثنا سابقاً عن جوانب إيجابية متعدَّدة تُدبّ الحماس في العقول لتجربة التقنية الجديدة هذه، ولكن كما نتحدّث بالإيجاب وننقل الميزات، لا بدَّ لنا من أن ننقل السلبيات والأضرار أيضاً.

عموماً هذه مقالات أخرى عن الميتافيرس قد تثير اهتمامك:




وضع القراءة :
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-