أخر الاخبار

فيسبوك يغيّر علامته التجارية إلى Meta

فيسبوك يغيّر علامته التجارية إلى Meta

تعوّدنا على "فيسبوك" أو "الفيسبوك"، الشركة القائمة خلف موقع فيسبوك الأساسي وخلف شبكات التواصل الأخرى؛ واتساب وإنستغرام و Oculus. استمرّت هذه التسمية معنا لـ 17 عاماً ولكن يبدو أن الوقت قد حان ليغيّر فيسبوك من اسم كيانه (وليس موقع فيسبوك) كشركة تضمّ شركات عدّة.

Meta: الاسم الرسمي لكيان فيسبوك

فيسبوك يغيّر علامته التجارية إلى Meta

أعلن مؤسس فيسبوك، مارك زوكربيرج عن التغيير الجديد في حدث Connect الذي يركز على AR/VR، وكما يُخيّل لك الاسم الجديد وكما قد تتوقع، فأن ما تتوقعه صحيحاً؛ الاسم الجديد يكشف عن طموح فيسبوك المستقبليّ: بناء الميتافيرس.

وقال زوكربيرج عن الاسم الجديد:

"لنعكس من نحن وما نأمل في بنائه، أنا فخور بأن أعلن أنه ابتداءاً من اليوم، أصبحت شركتنا الآن Meta. تظل مهمتنا كما هيّ، لا تزال تتعلق بجمع الأشخاص معاً. من الآن فصاعداً، سنكوّن ميتافيرس أولاً، وليس فيسبوك أولاً."

وقت تغيير الاسم يبدو مناسباً جداً، حيث شهد فيسبوك ردِّ فعلٍ عنيف وساخط طيلة الأعوام السابقة، وفي الأسابيع الأخيرة اشتدَّت ردود الأفعال بعد أن سرَّب موظف سابق مجموعة من الوثائق إلى وسائل الإعلام والهيئات الحكومية توضح بالتفصيل الخطوات الخاطئة التي ارتكبها فيسبوك على مر السنين في بناء منصتهِ.

يبدو أن فيسبوك كان يخطط لهذا التغيير سعياً لإبعاد اسم علامته التجارية عن السخط تجاه سياسة الشركة والكلام السلبي الذي لم يشهد ركوداً، فكلما سعى فيسبوك لإخماد نار مشكلة/فضيحة/خطأ، شبّت النيران مجدداً من جهةٍ أخرى، حتى بات اسم فيسبوك مصدر قلق بين المستهلكين.

خطوات فيسبوك نحو الميتافيرس:

فيسبوك يغيّر علامته التجارية إلى Meta
لو راجعنا خَطوات الشركة فسنجد الآتي:

  • في يوليو: زوكربيرج يُعلن أن فيسبوك كان يراهن على كل شيء على الميتافيرس، وقد كان إعلاناً مفاجئاً للشركة التي تبلغ قيمتها تريليون دولار، ويرجع ذلك أساساً إلى أنه بينما أنفقت الشركة الكثير من المال والجهود على أجهزة الواقع الافتراضي، فإن منتجاتها كانت إلى حد كبير إخفاقات قصيرة الأجل.
  • في أغسطس: نَظَّم فيسبوك حملة صحفية كبيرة بشكل غير عادي حول تطبيق الواقع الافتراضي (VR) المصمم للسماح للأشخاص بعقد اجتماعات في العالم الافتراضي (VR). وقد ظهر زوكربيرج في العروض وخصَّص قدراً مذهلاً من الجهد لعرض تطبيق VR الصغير.
  • في سبتمبر: في مقال بعنوان "Building the Metaverse Responsibly"، أعلن فيسبوك عن صندوق بقيمة 50 مليون دولار مخصَّص للاستثمار في البحث "لضمان تطوير هذه المنتجات بشكل مسؤول". 
  • هذا الشهر: أعلن فيسبوك عن صندوق أصغر بقيمة 10 ملايين دولار للمطورين على منصته الوليدة Horizon Worlds، كما أوضح أنه يخطط لتوظيف 10000 موظف ضخم في الاتحاد الأوروبي على وجه التحديد لبناء منصّة الميتافيرس.
  • في الأسبوع الماضي: ظهر مقال في The Verge مفاده أن فيسبوك كان يفكر في تغيير اسم كيان الشركة.

في النهاية، إبعاد أعمال فيسبوك (كالميتافيرس) عن منتج فيسبوك (منصّة فيسبوك) المرتبط بمعظم المشاكل خطوة غير مفاجئة، ولكن تغيير اسم الكيان إلى Meta سيتطلّب من فيسبوك مواءمة علامتها التجارية الأساسية مع منتج قد يستغرق سنوات من التطوير وقد يواجه العديد من الإخفاقات في طريقه إلى النجاح السائد المحتمل. وعلى الرغم من أن فيسبوك يمتلك 2.5 مليار مستخدم، ولكن يُتوقّع أن منتجات الميتافيرس الخاصّة بالشركة ستضم بضعة آلاف "على الأكثر".

لقد شهدنا تغييرات كهذه ولكن بعضها لم يجدي نفعاً، فعلى سبيل المثال جوجل في عام 2015 انتقلت إلى هيكل مؤسَّسي جديد خاصّاً بها، وأنشأت شركة أم تعرف باسم Alphabet، ولكن تجد الناس يتحدّثون عن جميع المنتجات الخاصّة بالشركة، سواء بالجيد أو السيء باسم جوجل وليس ألفابِت. قد يحدث ذلك أيضاً مع فيسبوك.

ولكن جوجل لم تكن تحاول إبعاد اسمها عن كيانها، على عكس فيسبوك الذي يحاول إبعاد تأثيرات منصّة فيسبوك السلبية عن بقيّة منتجاته الموجودة والقادمة، وإذا أردنا سرد الفضائح والمشاكل التي خاضها فيسبوك فأن القائمة طويلة جداً جداً، عن ماذا تتحدّث؟ عن المعلومات المضلِّلة عن الانتخابات الروسية في عام 2016؟ أم عن فضيحة الخصوصية الكبرى Cambridge Analytica؟ عن ماذا؟

يمكن القول أيضاً أن فيسبوك يخضع لمزيد من التدقيق التنظيمي في الوقت الحالي أكثر من أي شركة أخرى في ِصناعة التكنولوجيا. فحتى في الكونغرس، الذي من النادر يتفق مشرعوه على أي شيء، ولكنهم توحدوا، الجمهوريون والديمقراطيون في نفورهم المشترك من نمو شركة فيسبوك غير المقيد، وأساليب العمل الصارمة والمخاوف بشأن الآثار الضارة لإنستغرام على الصحة العقلية للمراهقين.

وبات فيسبوك مثالاً على المقارنات السيئة، حيث كلّما وجهت أصابع اتهام إلى شركة تواصل اجتماعي تهب على الفور لمقارنة نفسها مع فيسبوك كما رأينا خلال جلسة استماع لمجلس الشيوخ الأسبوع الماضي مع تيك توك ويوتيوب وسناب، سارعت كل شركة من شركات التواصل الاجتماعي هذه لمقارنة ممارساتها التجارية الخاصّة بشكل صريح مع فيسبوك. حيث قال يوتيوب أنه لم "يعطي الأولوية للأرباح على السلامة". وأشار سناب إلى تركيزه الخاص على المحادثات سريعة الزوال، بينما قال تيك توك أنه يفكر بعناية في رفاهية المستخدمين المراهقين.

وهنا قال السناتور ريتشارد بلومنتال: 

"الاختلاف عن فيسبوك لا يعدّ دفاعاً. هذا الشريط في الحضيض".




وضع القراءة :
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-