عند الاستيقاظ، وقبل النهوض من الفراش، يشيع بين المجتمع التوجه مباشرةً إلى الهاتف الذكي لرؤية الإشعارات الواردة من مختلف تطبيقات التواصل الاجتماعي، والرد على الرسائل وما إلى ذلك من مختلف الأفعال، وهي سيئة دون أدنى شك! إذ يبدأ الدماغ يومه مرهقًا، مما يسبب زيادة في مستوى التوتر ويقلل القدرة على التركيز.
ليس ذلك فحسب، إليكم ستة أسباب لإعادة التفكير في هذه العادة السيئة:
1. تخطي المراحل الرئيسية لعملية الاستيقاظ
يقوم دماغ الإنسان بعملية معقدة عند النوم والاستيقاظ. أثناء النوم، تنتقل موجات الدماغ من موجة دلتا، المرتبطة بالنوم العميق وتجديد الصحة، إلى ثيتا، المسؤولة عن الأحلام والخيال. وعند الاستيقاظ، ينتقل الدماغ ببطء إلى موجة ألفا، والتي نبلغها عندما لا يكون هناك مزيد من النوم، ولكن الجسم لا يزال في حالة استرخاء، ولا يزال العقل بغير حاجة إلى التركيز على أي شيء.
موجات الدماغ والنشاط العقلي:
موجات الدلتا (Delta): ترتبط بالنوم العميق والإستراحة.
موجات الثيتا (Theta): ترتبط بالنوم الخفيف والاسترخاء والإبداع.
موجات ألفا (Alpha): ترتبط بالاسترخاء والتأمل، وتظهر عادة عند الأشخاص اليقظين وهم في حالة هادئة ولا يكونون في حالة تركيز عالي.
عملية الانتقال بين الموجات الطبيعية ندمرها تماماً عند استخدامنا للهاتف الذكي فور استيقاظنا، حيث يضطر الدماغ إلى إجراء انتقال مفاجئ بين الموجات، ونتيجة لذلك، يتم تخطي مراحل مهمة، مما قد يؤثر على الإنتاجية طوال اليوم.
2. تبدا يومك برأسٍ ممتلئ
استهلاك كمية كبيرة من المعلومات في الساعات الأولى من اليوم يمكن أن يصيبنا بالقلق والإرهاق. يكون هذا ممكنًا بشكل خاص عند رؤية المهام المعلقة أو إدراك حجم الأشياء التي تحتاج إلى حل في اليوم، أو قراءة الأخبار السلبية على منصات التواصل الاجتماعي، كل ذلك يجعل الروتين مرهقاً بالفعل.
لذلك، فإن الحل المثالي هو الاستفادة من الساعات الأولى من اليوم للتركيز على أنشطة أكثر سلمية وإنتاجية.
3. صعوبة في تحديد أولويات المهام
يمكن أن يكون وجود مشكلة في تحديد أولويات المهام من الآثار الجانبية لاستخدام هاتفك الذكي عند الاستيقاظ. توفر الهواتف الذكية كمية كبيرة من المحفزات والمعلومات للمستخدمين، مما يجعل الدماغ مضطرباً للغاية. وليس من قبيل الصدفة أنه من الشائع أن يخصص الناس الكثير من الوقت للرد على الرسائل ويتركوا المهام الأساسية الأخرى جانبا، وكثيراً ما نرى ذلك عند تناول وجبة الإفطار أو ممارسة الرياضة، إذ نفقد الشعور بالبيئة والطعام ونركّز على هواتفنا. أفضل حل للاستمتاع بوجبة الإفطار هو تشغيل وضع عدم الإزعاج. تناول قهوتك باسترخاء بعيداً عن الضوضاء.
4. قد تفسد صباحك
لا أحد يحب تلقي الأخبار السلبية. والتعرض لمعلومات سيئة أو حزينة أول الصباح يمكن أن يؤثر على مزاج الشخص طوال اليوم، مما يجعله يشعر بعدم التحفيز والتشاؤم.
5. أنت "تدرب" عقلك على البحث عن الدوبامين لبقية اليوم
تشير الدراسات إلى أن استخدام الهاتف الذكي يطلق كمية صغيرة من الدوبامين في الدماغ، مما يجعل المستخدم يشعر بالمكافأة والتحفيز. ليس من قبيل الصدفة أن يعتمد الناس بشكل متزايد على هواتفهم المحمولة ويتعلقون بها. بالإضافة إلى ذلك، تم تصميم الألعاب والتطبيقات والشبكات الاجتماعية لزيادة هذا الشعور. أي أنه كلما زاد الوقت الذي يقضيه الشخص في استخدام هذه التطبيقات، كلما زاد طلب الدماغ لتلك الجرعة السهلة من الدوبامين.
لذلك، من المهم تجنب استخدام هاتفك أول الصباح، إذ ذلك يمنع الدماغ من ربط شعور السعادة بالهاتف وقضاء بقية اليوم في البحث عن هذه المتعة. بهذه الطريقة، سيكون من الأسهل عليك التركيز على مهام أخرى، مثل الدراسة والعمل، دون الشعور بالحاجة إلى التقاط هاتفك الذكي كل دقيقة.
6. لا تتواصل!
الهواتف المحمولة هي نافذة على العالم، ولكنها غالباً ما تؤدي إلى عزل المستخدمين عن من حولهم. فبدلاً من التقاط هاتفك بمجرد استيقاظك، استغل هذا الوقت للتواصل مع من بجانبك. قم بإنشاء روتين صباحي مع عائلتك، سواء كان ذلك من خلال القيام بالأنشطة معًا أو مجرد الجلوس للتحدث على وجبة الإفطار. وبالتالي، بالإضافة إلى خلق عادات صحية، سيكون من الممكن تعزيز العلاقات مع أولئك الموجودين في حياتك اليومية، هؤلاء أهم بكثير من أولئك الساكنين في هاتفك الذكي. عائلتك تستحق انتباهك.
.jpg "تخطي المراحل الرئيسية لعملية الاستيقاظ")
.jpg "يوم سيء في العمل")
.jpg "صعوبة في تحديد أولويات المهام")
.jpg "إدمان الهاتف الذكي")
.jpg "الاستخدام السيء للهاتف الذكي")