أخر الاخبار

ماذا لو بات البيتكوين بسعر صفر دولار؟

ماذا لو بات البيتكوين بسعر صفر دولار؟
كثيرون منّا باتوا لا يولون التحليل الفني اهتماماً كبيراً في سوق العملات الرقميّة المشفّرة، سواء لعدم استقراريتها، أو خصوصاً بعد الأحداث المأساوية الأخيرة التي تسببت بخسائر فادحة للأفراد والمستثمرين على مستوى العالم، وهي انهيار عملة لونا.

وسط هذا التشتت الفكري والاضطراب الواسع، تراودنا أسئلة وأفكار نسخر منها ونظنها ساذجة في بعض الأحيان، ومنها: ماذا سيحدث إذا انخفض أقدم وأشهر وأغلى الأصول الرقميّة  في السوق؛ البيتكوين، إلى الصفر؟

تقلُّب البيتكوين..

ماذا لو بات البيتكوين بسعر صفر دولار؟
البيتكوين عملة غير مستقرة لعدم ارتباطها بأيِّ أصلٍ حقيقي، وبالتالي "يُمكن" أن تكون عرضة للتعطُّل مثل العديد من العملات المشفرة الأخرى في صناعة التشفير. شهدت عملة البيتكوين ذروة سعرها عند حوالي 67000 دولار أمريكي، وذلك في شهر نوفمبر من العام الماضي 2021، ولم تعاود العملة الارتفاع فوق ذلك الرقم من ذلك اليوم وإلى يومنا هذا، حيث باتت تتجه نحو الأسفل.

لكن هذه ليست المرَّة الأولى، بل شهدت هذه العملة انهيارات عديدة؛

  • انهيار في أوائل عام 2018.
  • انهيار في أواخر مايو 2021.
  • انهيار في ذات الشهر الذي حققت فيه قمتها السعرية الأعلى (وهو مستمر إلى يومنا هذا).

ما يتبلور لنا، هو أن حتى أكبر وأقدم وأشهر عملة قد تمر بأوقات لا تحسد عليها وبنفس سرعة انهيار أي عملة أخرى، باستثناء الوصول إلى سعر 0$ كما رأينا مع تيرا لونا.

ولكن بعيداً عن المنطق والتاريخ الحافل لهذه العملة التي لا زالت صامدة منذ عام 2009، ماذا لو حدث انهيار أدَّى إلى انخفاض سعر البيتكوين إلى الصفر؟ هل هذا ممكن وماذا سيحدث لو وقع مثل هذا الحدث؟ لنسهب في الحديث..

هل يمكن أن ينخفض ​​سعر البيتكوين إلى الصفر؟

من الممكن تقنياً أن ينهار سعر أيِّ عملة مشفَّرة إلى الصفر، كما رأينا مع انهيار Terra Luna. ولكن بالنسبة لشيء مشهور وقيِّم مثل البيتكوين، فإن هكذا خطوة بهذا الحجم من الخسائر الكارثية ليست سهلة الفعل، حتى على مستوى الدول! وهنا يتساءل المرء؛ كيف للبيتكوين قوَّة كهذه يصعب على الكيانات الكبيرة مواجهتها؟

دعني أجيب عن ذلك:

تتمثل قوّة البيتكوين في مستثمريه بالدرجة الأولى، وهم ينقسمون إلى فئات عدة سأوجزها:

  1. مستثمرين بخطط قصيرة الأجل أو استثمار طويل، يدخلون عند انخفاض السعر محاولين صيد القاع الذي قد تنطلق منه العملة باتجاهٍ صعوديّ يحقِّق قِمم سعريَّة عالية.
  2. أفراد يعتقدون أن البيتكوين سيحل محل النظام المالي التقليدي في يوم من الأيام ويثقون بأن اللامركزية هيّ البديل الأفضل للبنوك والخدمات المصرفية، وبالنسبة لهؤلاء فإن شراء البيتكوين يتجاوز مفهوم الاستثمار، شغف أو اعتقاد إن جاز التعبير.

بالإضافة إلى ذلك، سيكون من الصعب للغاية حل شبكة البيتكوين بأكملها، حتى لو تم التشديد عليها في غالبيَّة بلدان العالم. فمع وجود أكثر من 100000 عقدة نشطة على شبكة البيتكوين منتشرة حول العالم، فإن العقوبات لن تنفع بهدمها، بل سيتطلب الأمر فقدان الثقة أو الاهتمام بهذه العقد حتى يتم تدمير البلوكشين.

ماذا لو بات البيتكوين بسعر صفر دولار؟

وعملية تدمير البيتكوين ليست كإزالة موقع ويب. بل إن بنيتها التحتية المعقدة، إلى جانب طبيعتها اللامركزية، تمنحها أساساً قوياً ليس من السهل زعزعة استقراره، حتى لو كنت من أقوى حكومات العالم!

أيضاً، هناك فئة نعرفها جميعاً، هذه الفئة لها تأثير لا ينكر على سعر البيتكوين، فهي تتلاعب بتفسية المستثمر وتلعب على أعصابه وتفقده ثقته بنفسه، إنها "الحيتان". يملك هؤلاء أموال طائلة تسمح لهم بالتلاعب بالسوق وفق ضرورات وخطط معيّنة يضعونها في اعتبارهم. هذه الفئة لوحدها إذا أصرت على عدم خفض قيمة عملة البيتكوين إلى الصفر، فيمكنها منع حدوث ذلك في سيناريوهات معيَّنة.

إذن، كل هذه العوامل أعلاه تجعل الانهيار الكلي للبيتكوين أمراً مستبعداً للغاية إن صح القول. ولكن هناك تأثيرات أخرى في اللعبة تعرض قيمة البيتكوين للخطر.

ما الذي يعرض سعر البيتكوين للخطر؟

هل خضت نقاشاً مع شخص معارض لهذه العملات؟ حسناً، إن الحجة الأكبر (والأقوى بالنسبة لهم) هيّ أن البيتكوين غير مدعوم بأي نوع من الأصول المادية. هذا فضلاً عن الحديث عن عدم انتشارها بالقدر الذي تنتشر فيه العملات المحلية للبلدان وتنوع استخداماتها للاحتياجات اليومية.

استمرار نضال البيتكوين مع قابلية التوسع يعرض مستقبله للخطر. مع تزايد عدد الأفراد الذين يستثمرون في البيتكوين، يزداد حمل المعاملات على البلوكشين. يؤدي هذا إلى إنشاء شيء يسمى بزمن الانتقال، حيث يبات الأمر يستغرق وقتاً أطول حتى يتم التحقق من كل معاملة (إرسال واستقبال بيتكوين) بواسطة المعدنين. 

حجم كتلة البيتكوين صغير جداً، وبالتالي فإن البلوكشين يمكنه معالجة عدد محدود من المعاملات كل دقيقة (وهذه نقطة نقاش لدى المعارضين أيضاً).

وهناك أيضاً مجموعة من العوامل الأخرى التي تؤثر على سعر البيتكوين. فمثلاً تغريدة بسيطة من إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة Tesla و SpaceX، تسببت في حدوث انهيار في عام 2021، لذلك من المنطقي أن نقول إن البيتكوين ليس أصلاً مستقراً.

كما يجب أيضاً ألّا يَغب عن ذهننا أن البيتكوين أصلاً مدفوعاً بالطلب وليس أي شيء آخر. وهذا يجعلها عملة متقلِّبة بشكل لا يصدق.

بعد كل ما ذكر أعلاه، دعونا نفترض أن سعر البيتكوين انخفض بطريقة ما إلى الصفر، ما هو تأثير ذلك على السوق؟

ماذا سيحدث إذا انخفض سعر البيتكوين إلى الصفر؟

لنتخيَّل أنه في يوم من الأيام، اجتمعت كل دول العالم وأقرَّت بحظر تداول وتعدين وإنفاق عملة البيتكوين، وانخفض سعرها إلى الصفر. في حين أن الشبكة نفسها يمكن أن تظل سليمة، فإن مثل هذا الانخفاض سيتسبب في خسائر مالية هائلة لملايين الأفراد في جميع أنحاء العالم. لن تكون هناك طريقة لبيع عملاتك في البورصات، حيث سيكونون (البورصات) ملزمين قانوناً بإلغاء إدراج هذه العملات للتداول.  باختصار، سيستحيل عليك تحويل البيتكوين إلى أموال نقدية.

هكذا قرار عليه تبعاتٌ كبيرة، حيث إن الآلاف، إن لم يكن بالملايين من الأشخاص بات مصدر دخلهم الأول تداول وتعدين البيتكوين (والعمل في شركات التعدين كموظَّفين)، هؤلاء لن يصمتوا وستواجه البلدان أزمة وظائف جماعيَّة، وبدون عمل بديل ماذا سيحصل لهؤلاء؟

باختصار، الانهيار الكلي لعملة البيتكوين سيكون مدمراً لحياة الملايين من الأفراد والعشرات والمئات من الشركات.

انهيار إجمالي للبيتكوين: غير ممكن في أي وقت قريب!

فرص تعطل البيتكوين فجأة بهذه الطريقة ضئيلة جداً. بعض العوامل قد تقلل من قيمة البيتكوين بمرور الوقت، وسينخفض سعره ويتأرجح صعوداً وهبوطاً، ولكن القيمة الصفرية تتطلب بعض التغييرات الاقتصادية والحكوميَّة الضخمة والتي لا يتوقع حدوثها في أيّ وقتٍ قريب.

فيديو: مناقشة قرار حظر البيتكوين في العراق




وضع القراءة :
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-