بسبب هذا التعقيد، كانت هناك العديد من المناسبات التي أدّى فيها خطأ بسيط في التقدير في البناء أو التخطيط لإطلاق صاروخ إلى إفساد المشروع بأكمله أو أدى إلى فشل كارثي أثناء الإطلاق أو بعده مباشرةً. على سبيل المثال، في حدث تحطم مكوك الفضاء تشالنجر، إنفجر المكوك بعد اطلاقة بـ 73 ثانية، بدأ تحطم المكوك عند تفكك الدوائر المطاطية المربوطة بالمكوك في الجو وتشققها نتيجة درجات الجو المنخفضة الحرارة مع سرعة اندفاع المكوك وأثرت على خزان الوقود الخارجي.
لذا، الهندسة والتوقيت الدقيق والوزن والآليات الميكانيكية تلعب جميعها أدواراً أساسية في الخط المرسوم بين الانتصار والمأساة، الموت والحياة. وبسبب الطبيعة الخطرة للسفر إلى الفضاء، يتم إرسال العديد من المهام بدون رواد فضاء.
مهمة Mariner 1
عادةً ما يكتب المهندسون في ذلك الوقت أكوادهم البرمجية على ورق مادي، ثم تتم ترجمتها من خلال نظام معقّد إلى ما يمكن قراءتها بواسطة الكمبيوتر، ثم يقوم الكمبيوتر بتنفيذ البرنامج. جعلت الطبيعة الشاقة لهذا النظام اليدوي أخطاء عالية، وهذا بالضبط ما حدث مع إطلاق Mariner 1. كان من المفترض أن يتم تنفيذ نظام المسار بمتوسط سرعة، لكن وبسبب كوداً مفقوداً، أدى ذلك في النهاية إلى خسارة كاملة للمهمة.
ذكرت وكالة ناسا أن المهمة الفاشلة كلّفت ما يقرب من 18 مليون دولار في ذلك الوقت، وهو ما يعادل 150 مليون دولار بدولارات اليوم.
الكود البرمجي يتسبب بفشل أول رحلة إلى كوكب الزهرة
أعادت وكالة ناسا إحياء اهتمامها باستكشاف كوكب الزهرة نتيجة للاكتشافات الجديدة على سطح الكوكب. ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنه تم العثور على غاز الفوسفين هناك، مما قد يشير إلى وجود حياة على هذا الكوكب، والوقت وحده هو الذي سيخبرنا بما نجده على كوكب الزهرة، ولكن هناك شيء واحد مؤكد: الرياضيات الصحيحة خطوةٌ حاسمة في النجاح والفشل.