أخر الاخبار

العمل في الطباعة؛ هذا ما تحتاج لمعرفته كمصمم

العمل في الطباعة؛ هذا ما تحتاج لمعرفته كمصمم
 عندما تتوجه لمقابلة عمل كمصمم في مطبعة، ستبرز أقوى أوراقك، وأحدث تصاميمك وأكثرها جهداً لتنال الوظيفة ولا تخرج فارغاً من المقابلة.

نعم ستأخذ الوظيفة، ولكن الوظيفة ستكون صادمة عند المباشرة في العمل (في السوق العراقية تحديداً)، فما تعلمته من قواعد وأساسيات يجب عليك وضعها جميعاً وراء ظهرك، وبدء العمل كمصمم مدمِِّر للقواعد، مدمِّر لأبعاد الخطوط، مدمِّر للألوان، مدمِّر لموضع الصور، مصمم يخرب كل القوانين وينتج أبشع التصاميم في نظره، ولكنها الأكثر رغبة في السوق.

دعني أحدثك عمّا ستراه بالعمل كمصمم في إحدى شركات الطباعة.

القواعد والأبعاد والتنسيق ممحاةً من الوجود..

العمل في الطباعة؛ هذا ما تحتاج لمعرفته كمصمم
عادةً كمصممين، يستحيل أن نؤذي النص بتخريب أبعاد الخط، فبالطبع سيبدو مشوَّهاً جداً ومزعجاً للنظر، ولكن في الطباعة فإن الأمر بالعكس تماماً، حيث يقول لك الزبون اسحب النص يميناً ويساراً مدمِّراً لأبعاد الخط الذي يبدو بطريقةٍ بشعةٍ جداً تنال إعجابه. (مُطَّ النصوص) أي جرها كما يشاء ولا تعلِّق بأن هذا تدميراً لفن يسمّى التصميم.

أمّا عن الصور، فحدِّث ولا حرج. اسحب هذه ودمِّر أبعادها وضع الصور بشكل عشوائي مبعثر لا منظم، وبأحجامٍ مختلفةٍ بشعةٍ، طالما الزبون يرغب بها هكذا، فلا يحقّ لك قول إن هذا التصميم قبيح، بل هو جميلٌ كما يراه الزبون وهذا ما يهم، رأي الزبون، لا قواعدك المتعجرفة!

الأحمر والأزرق: الجوكر

العمل في الطباعة؛ هذا ما تحتاج لمعرفته كمصمم
هذان اللونان (الأحمر والأزرق) لن يفارقا (مطلقاً) أي تصميمٍ ستعمل عليه في المطابع. قد يبدو التنسيق اللوني مزعجاً قبيحاً لا متناسقاً، ضارباً لأي قواعد، ولكه طالما يعجب الزبون فإنه جميلٌ رائعٌ جداً لا مثيل له!

ستجزع وتملُّ من اللون الأحمر والأزرق المحاط (بـ Stroke) بلوناً أبيض وظلاً أسود؛ هذا جميل لأنه يعجب الزبون، لا تتكلم مطلقاً ولا تتفلسف على عجلة الألوان وإن هذا اللون يجب أن يستخدم مع هذا اللون (ثنائياً كان، ثلاثياً، أو رباعياً لا يهم) وإن هذه الدرجات يجب أن تقابلها نظيرتها من هذه الدرجات، اترك تنسيقاتك خارجاً ونفِّذ ما يقوله الزبون.

لا تستنبط الأفكار.. لا قيمة لها مهما بدت رائعة!

العمل في الطباعة؛ هذا ما تحتاج لمعرفته كمصمم
قد تأتي ببالك فكرةً جميلة مبنيةً على القواعد وبتنسيقاتٍ معيّنة وعددٍ معيّنٍ محدودٍ من الصور بأماكن معينة تعطي فكرةً ما أو تبدو بشكلاً ما، ولكنها لا تهم، امحها من ذهنك، نفذ ما يقوله لك الزبون ولا تجهد ذهنك بأفكارك العصريّة المبنيّة على خبرة، الزبون يرغب بكلمةً تشغل نصف حجم الطبعة البالعة 10 متر، وصورة بأبعاد مضروبة تشغل ثلثاً منها، وثلثاً يهمل، لا تناقش فهذا ما يرغب به الزبون.

العشوائي غير عشوائي..

الترتيب المنظَّم بمسافاتٍ متساوية بين العناصر النصيّة والصوريّة وملحقاتها يعتبر مبدئياً غير منظم! حيث العكس هو الصحيح؛ التصميم العشوائي، هنا نصاً كبيراً وهناك صغيراً وهذه الصورة كبيرة وتلك صغيرة هو ما يرغبه الزبون، فيجب أن تعمل وفق ما يطلبه هو لا باستخدام المساطر وتحديد المسافات والترتيب العمودي والأفقي.

قد يبدو الكلام أعلاه غريباً، نعم هو كذلك في نظر المصممين أجمع، ولكنك ستعتاد عليه بمرور الأيام وستنسجم مع الأفكار التجارية رويداً رويداً حتى تتقنها وتعرف ما يرغبه الزبون من كلامه؛ التنظيم غير المظم والتنسيق غير المنسق والألوان غير المنسجمة والأحجام اللامنطقية للنصوص والصور.

هذا ما يتطلبه السوق (العراقي)، وهذا ما يجب عليك الاعتياد عليه.




وضع القراءة :
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-