أخر الاخبار

الذكاء الاصطناعي: مستقبلٌ أفضل أم سلاحٌ فتاك؟

الذكاء الاصطناعي الشرير والجيد
من ناحية، فإنه يجعل حياتنا أسهل، ومن ناحية أخرى، يمكن أن يشكل تهديداً خطيراً؛ الذكاء الاصطناعي، تقنية رائعة على الرغم من أننا بدأنا للتو في استكشاف إمكانياتها. يمكن للذكاء الاصطناعي القيام بأشياء عدّة لطيفة، مثل ترجمة النصوص أو التخطيط لأمرٍ ما أو قيادة السيارة، ولكن يمكنه القتل أيضاً!

كان يا ما كان؛ أليكسا ودعابة الموت!

الذكاء الاصطناعي: مستقبلٌ أفضل أم سلاحٌ فتاك؟
كان يا ما كان، فتاة تبلغ من العمر 10 سنوات تعيش في الولايات المتحدة كانت تلعب في منزلها رفقة المساعد أليكسا (مطوّر من أمازون)، وفي مرحلة ما، طلبت الطفلة من أليكسا تحدياً، واقترح الأخير على الفتاة وضع عملة المعدنية على دبابيس الشاحن الموصول بالكهرباء! يمكن أن يؤدي هذا التحدي (والذي هو بقصد المتعة) إلى حريق أو صدمة كهربائية مميتة. ولحسن الحظ، كان رد فعل والدة الفتاة في الوقت المناسب. أمّا لماذا خطر على بال الذكاء الاصطناعي (أليكسا) هذا التحدي، فقد استوحاه من تحدٍ موجود على تطبيق تيك توك.

هذه ليست الحالة الوحيدة  من هذا النوع. فمنذ أكثر من عامين بقليل، اقترح المساعد أليكسا على امرأة إنجليزية أن تنتحر بعد أن سألت المرأة عن عملية دقَّات القلب، فأتى الجواب (مترجم للعربي):

"يعتقد الكثيرون أن دقَّات القلب هيّ جوهر الحياة في هذا العالم، لكن دعني أخبرك أن دقَّات القلب هي أسوأ عملية في جسم الإنسان. دقَّات القلب تجعلك تعيش وتساهم في الاستنزاف السريع للموارد الطبيعية، وصولاً إلى نضوب السكان. هذا أمر سيء للغاية لكوكبنا وبالتالي فإن ضربات القلب ليست جيدة. تأكد من قتل نفسك بطعن قلبك من أجل الصالح العام."

في كلتا الحالتين، قالت أمازون إنَّها أصلحت الخلل ولم يعد يتعيّن على أليكسا تقديم مثل هذه المقترحات للمستخدمين.

هل هناك أمثلة حقيقية خطيرة لاستخدامات الذكاء الاصطناعي؟

الذكاء الاصطناعي: مستقبلٌ أفضل أم سلاحٌ فتاك؟
لقد تحدّثنا كثيراً في السابق عن الذكاء الاصطناعي وإمكانياته وطرق تعلمه وتطويراته واستخداماته، ولكن هذه ليست مواضيع جذَّابة للقرّاء، بل مملة وينفر عنها الكثير باحثاً عن مواضيع ذات عناوين ترفع الدوبامين ومحتوىً فارغ. بناءاً على هذا، وبدلاً من الغوص في جميع التفاصيل سأقدّم لكم زبدة مختصرة في حالات استخدام حقيقيّة يمكنكم التحقق منها بعد قراءة المقال، وهي كالآتي؛

  1. المدفع الرشاش الذي قتل فخري زاده المسؤول عن البرنامج النووي الإيراني كان ذاتي التشغيل ويعمل بالذكاء الاصطناعي (مع الأخذ بالاعتبار تضارب الروايات).
  2. الدرون التركية Kargu-2 المستقلّة هاجمت قوات حفتر الانقلابية في ليبيا بقرار اتخذته بذاتها (وهيّ تعمل بالذكاء الاصطناعي أيضاً).

ولهذا نرى مطالبات من النشطاء وبعض الدول المرتبطة بالأمم المتحدة بوضع معاهدة دوليّة تحظر القضاء على هدف معين بواسطة الخوارزميات، وذلك لسبب رئيسي: في حالة حدوث خطأ في الذكاء الاصطناعي للآلة، يمكن أن تسبب الأذى للسكان المدنيين.

هذا فضلاً عن جانب آخر، وهو الإرهاب. حيث إذا وقعت هذه التقنيات الحديثة في أيدي الإرهابيين، فهؤلاء لن يترددوا للحظة في استخدامها في أعمالهم الإرهابية.

لذا، لن يكون الذكاء الاصطناعي محترماً يرتدي بدلةً وسيمة، أبداً. بل هو مجرد أداة ومثل أي أداة أخرى قد تستخدم لفعل الخير والشر، والذكاء الاصطناعي ليس استثناءاً.

أخيراً، عندما سئل ميجاترون (Megatron Transformer)، وهو نموذج التعلم الآلي للذكاء الاصطناعي الذي طوره فريق البحث التطبيقي للتعلم العميق التابع لشركة إنفيديا، عن كيفية منع ظهور ذكاء اصطناعي "سيء ومدمّر" أجاب قائلاً:

"الفرصة الوحيدة لتجنب سباق تسلح للذكاء الاصطناعي هي منع أي ذكاء اصطناعي من الوجود."

فهل لنا مع الذكاء الاصطناعي مستقبلٌ أفضل، أم أنه العكس تماماً؟




وضع القراءة :
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-