أخر الاخبار

هاتف غير قابل للكسر.. هل يتحول الحلم إلى حقيقة؟

هاتف غير قابل للكسر.. هل يتحول الحلم إلى حقيقة؟

يدَّعي علماء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أنهم صنعوا مادة قويَّة كالفولاذ وخفيفة كالبلاستيك، وهذا ما نحتاجه بالضبط لصنع هواتف وإلكترونيات قويَّة للغاية في المستقبل القريب.

ولكن قبل الخوض في التفاصيل، هذه لمحة مهمّة (فلاش باك):

  1. في عام 2015، ابتكر مختبر الأبحاث البحرية الأمريكية (NRL) مادة خزفية خاصَّة تسمى الإسبنيل وهيّ أقوى بكثير من الزجاج ومُصمَّمة لتحمل الكسر. 
  2. في عام 2016، صنع بوليمر يسمى بولي إيثر-ثيورياس طوره باحثون في جامعة طوكيو، والأخير يمكن من خلاله صنع شاشات هواتف ذكية ذاتية الإصلاح.
  3. في عام 2017، ظهرت الكثير من الأحاديث حول "المادَّة المُعجزة" الجديدة لشاشات الهواتف الذكية والتي تكون غير قابلة للكسر، وهذه تمَّ تصنيعها باستخدام مزيج سداسي من نيتريد البورون (hBN) والجرافين و C60. 
  4. قبل شهرين، طوَّر علماء من جامعة ماكجيل مادة شبيهة بالزجاج مستوحاة من أصداف الرخويات التي لا تنكسر مثل الزجاج ولها مرونة مماثلة للبلاستيك. 
  5. في شهر أكتوبر من العام الماضي، قام خبراء في جامعة كوينزلاند بتفصيل طريقة جديدة لتصنيع الزجاج المركب المصنوع من البلورات النانوية المسماة بيروفسكايت هاليد الرصاص لإنشاء شاشات غير قابلة للكسر وواضحة كالبلور. 

المشكلة مع جميع الاختراقات التكنولوجيَّة المذكورة أعلاه هي أنه لم يأتِ أي شيء منها إلى السوق، خاصَّة بالنسبة للإلكترونيات الاستهلاكية مثل الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة.

ما الذي وصل إليه معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا؟

الآن، ابتكر العلماء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا مادَّة أخرى واعدة للغايَّة على أمل أن تجعل كل شيء من الهواتف الذكية إلى مواد البناء أكثر متانة. تمكَّن العلماء من إنشاء بوليمر يتم تجميعه تلقائياً في شكل صفائح، وهو أمر كان يُعتقد أنه مستحيل من قبل. البوليمرات هي في الأساس سلاسل مكوَّنة من جزيئات متطابقة تُعرف باسم المونومرات. البلاستيك يعدّ أحد أكثر البوليمرات شيوعاً. 

توصَّل فريق معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إلى عملية بلمرة فريدة سمحت للمونومرات بالتجمع في شكل صفائح ثنائية الأبعاد. يمكن وضع هذه الصفائح كطبقة واقية، مثل استخدامها كطلاء مقاوم للخدش.

قوي للغايّة، خفيف بشكل مدهش..

هاتف غير قابل للكسر.. هل يتحول الحلم إلى حقيقة؟
ومن المثير للاهتمام أن المواد التي أنشأها علماء معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا تتجمع من تلقاء نفسها. هذا يعني أن التصنيع الشامل أسهل كثيراً، حيث أن كل ما يحتاجه المرء هو الاستمرار في تغذية المادَّة الخام في وسط المحلول لصنع صفائح البوليمر. 

يقال إن المادّة أقوى بست مرات من الزجاج المضاد للرصاص بناءاً على معامل المرونة لكل مادة. وعندما يتعلق الأمر بمقدار القوة اللازمة لكسرها (حدِّ الخضوع)، أثبت معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إنها ما يقرب من ضعف قوّة الفولاذ.

لم يبقَ لنا إلّا الأمل بأن تخرج المادَّة المسماة 2DPA-1 من المختبر ولا تبقى عالقةً في جحيم براءات الاختراع. وإذا تمكَّنت هذه المادّة بطريقةً ما من الوصول إلى أيدي صانعي الإلكترونيات الاستهلاكية، فقد لا يمضِ وقتاً طويلاً حتى نرى طبقة 2DPA تجعل الهواتف الذكية مقاومة للرصاص تقريباً، أو على الأقل مقاومة للكسر.




وضع القراءة :
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-