أخر الاخبار

لماذا انهارت صفقة استحواذ إنفيديا على arm؟

لماذا انهارت صفقة استحواذ إنفيديا على arm؟
في أيلول/سبتمبر من عام 2020، أعلنت شركة إنفيديا الأمريكيّة عن عزمها الاستحواذ على شركة Arm البريطانيّة في صفقة ضخمة بقيمة 40 مليار دولار. ولكن بعد نشر الخبر، دبّ القلق في الشركات الأخرى، وأعربت العديد منها عن مخاوفها من هذا الاندماج، كجوجل وآبل ومايكروسوفت، وسرعان ما تبع ذلك عدّة أشهر من العقبات والتحقيقات التنظيمية. 

ومع اقتراب الموعد النهائي لإنفيديا في آذار/مارس 2022، وفي حين إنَّ المفاوضات الحكوميّة تشكّل عقبة، وبالإضافة الضغط المؤسَّسي، اجتمعت هذه العوامل ملعنةً انهيار صفقة Nvidia-Arm. 

لكن ما دخل المنافسون والحكومات في هذه الصفقة؟

1. تضارب المصالح وكابوس الاحتكار

مع شراء Arm، تهدف شركة إنفيديا إلى الاستفادة من النظام البيئي لـ Arm ودمجه مع تقنية الحوسبة للذكاء الاصطناعي (AI) الخاصَّة بها. التصوِّر هو توسيع واستخدام مرافق شركة Arm في المملكة المتحدة لأبحاث الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية وعلوم الحياة والروبوتات والسيارات ذاتية القيادة وغيرها.

ولكن نظراً لأن إنفيديا موجودة أيضاً في مساحة الحوسبة، فلا شيء يمنعهم من تصميم معالج Arm لإنشاء شرائح CPU/GPU لمنافسة Intel و AMD.  لدى AMD معالجات Ryzen وبطاقات Radeon، ولدى إنتل معالجات i-Series وبطاقات Arc، فمن المنطقي أن تقدم شركة إنفيديا معالجها الخاص جنباً إلى جنب مع بطاقات رسومياتها.

Arm هي المصمم الوحيد والمرخص لهندسة شرائح ARM. يعمل تصميم الرقاقة هذا عملياً على تشغيل جميع الهواتف الذكية على مستوى العالم بالإضافة إلى أجهزة الكمبيوتر، وحصلت الهندسة على حصَّة سوقيّة تبلغ 8% في عام 2021. وفي حالة استحوذت إنفيديا على الشركة، فإنَّ الشركات تخشى من كابوس الاحتكار الذي قد يتحول إلى واقع. حاولت إنفيديا طمأنتهم، حيث أكَّدت مراراً وتكراراً أنها لا تنوي التدخل في الأعمال الأساسيَّة لشركة Arm، ممَّا يضمن أنها ستبقي نموذج الترخيص المفتوح الخاصُّ بها وتحافظ على حيادية العملاء. ولكن جوجل ومايكروسوفت عبّروا عن مخاوفهم من الاندماج، حيث إنَّهُ قد يقيّد وصول المنافسين إلى تكنولوجيا شركة Arm، أو حتى زيادة أسعار التراخيص لمنح منتجات شركة إنفيديا ميزة تنافسيَّة على منتجات الشركات الأخرى في الأسعار.

2. التحدِّيات التنظيمية

لماذا انهارت صفقة استحواذ إنفيديا على arm؟
كانت الحجج التي قدمتها هذه الشركات ضد صفقة Nvidia-Arm، ذات ثقلٍ كافٍ لدرجة أن كل من هيئة المنافسة والأسواق في المملكة المتحدة (CMA) ولجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية (FTC) تحرَّكت لمنع حدوث الصفقة.

وبصرف النظر عن تهديد الاحتكار المحتمل المذكور والذي تشعر الحكومتان الأمريكية والبريطانية بالقلق بشأنه، كانت حكومة المملكة المتحدة قلقة أيضاً بشأن تداعيات الأمن القومي على الصفقة المقترحة. وقيل إن السكرتير الرقمي أوليفر دودن "أخذ في الاعتبار النصائح الواردة من المسؤولين عبر مجتمع أمن الاستثمار".

بدأت هيئة أسواق المال تحقيقاتها في أبريل 2021، بعد أن أصدر وزير خارجية المملكة المتحدة إشعاراً بتدخل المصلحة العامة لتحديد مصير الصفقة. وأصدرت الوكالة تقريرها عن المرحلة الأولى في نوفمبر 2021، والذي أثار عدَّة قضايا. وتشمل هذه انخفاض كبير في المنافسة وخنق الابتكار، مما يؤدي في النهاية إلى منتجات أكثر تكلفة أو أقل جودة. 

أمرت حكومة المملكة المتحدة بعد ذلك بإجراء تحقيق في المرحلة الثانية، للغوص بعمق هذه القضيّة بكل تفاصيلها.

وعلى الجانب الآخر، في الولايات المتحدة، أصدرت مديرة مكتب المنافسة التابع للجنة التجارة الفيدرالية هولي فيدوفا بياناً حول الصفقة، ذكر فيه:

"ترفع لجنة التجارة الفيدرالية دعوى قضائية لمنع أكبر اندماج في صناعة أشباه الموصلات في التاريخ لمنع خنق أنابيب الابتكار لتقنيات الجيل التالي. تعتمد تقنيات الغد على الحفاظ على أسواق الرقائق التنافسية والمتطورة اليوم. ستؤدي هذه الصفقة المقترحة إلى تشويه حوافز Arm في أسواق الرقائق والسماح للشركة المندمجة بتقويض منافسيها بشكل غير عادل."

حتى أن المفوضية الأوروبيَّة فتحت تحقيقاً معمَّقاً في أكتوبر 2021، والحكومة الصينية لم تقف مكتوفة الأيدي، بل تحرَّكت لعرقلة الصفقة أيضاً بحسب ما تناولته الأخبار. 

بسبب كل هذه المخاوف والرفض، قررت إنفيديا إنهاء عملية الاستحواذ المقترحة في 7 شباط/فبراير من العام الجاري 2022.




وضع القراءة :
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-