ولكن ليس تويتر فقط، بل جوجل، مايكروسوفت، أدوبي، آي بي أم، و Palo Alto Networks، هذه الشركات العملاقة جميعاً في أيادي رؤساء تنفيذيين هنديين. إذن:
كيف تولِد الهند الرؤساء؟
لا يفاجأ الخبراء بالعدد المتزايد من الهنود المسؤولين عن أكبر شركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة. حيث يعدّ نظام التعليم الهندي مكان ولادة أفضل المواهب التقنية.
ووفقاً لجيفري سونينفيلد، الأستاذ في كلية ييل للإدارة، فإن نظام الجامعات العامّة ومعاهد التكنولوجيا في جميع أنحاء البلاد يهيئ الخريجين الجدد ليكونوا جيدون في التكنولوجيا.
لماذا اختار تويتر رئيس هندي؟
وعند اختيار السيد أغراوال كرئيس تنفيذي جديد، أوضح تويتر أنه يمنح الأولويّة لشخص متخصِّص في التكنولوجيا والهندسة، وليس مرشحاً على دراية بالجمهور. كما أنه بعيد كل البعد عن سلفه دورسي، رجل الأعمال "غير التقليدي".
يقول والديّ الرئيس التنفيذي الجديد لشركة تويتر إن ابنهم يحب الرياضيات وأجهزة الكمبيوتر والسيارات، ويبحث دائماً عن المجلات والكتب حول هذا الموضوع عند السفر.
وأخبرت المصادر صحيفة واشنطن بوست أن جاك دورسي هو من أقنع مجلس الإدارة بأن أغراوال كان الخيار الأفضل بسبب خلفيته الأكاديمية وحقيقة أنه شغل عدّة مناصب في تويتر على مدى عقد من الزمان. وأشار أحد المطلعين إلى نجاح المهندسين الآخرين عندما تولّى زمام العمل، مثل الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت (ساتيا نادالا) أو الرئيس التنفيذي لشركة أدوبي (شانتانو ناراين).
تعتقد البروفيسور أماندا جودال من كلية بايز للأعمال أن رغبة وادي السيليكون في الحصول على رئيس يتمتع بمهارات تقنية جيدة بدلاً من المهارات الإدارية العامة قد تكون السبب في أن صناعة التكنولوجيا لديها العديد من القادة من المهندسين الهنود.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الابتعاد عن المؤسِّسين "الغريبين" يفتح بدوره فرصاً جديدة. وهناك انتكاساتٍ عديدة، وعلى سبيل المثال، قضت تغريدة كتبها إيلون ماسك على 14 مليار دولار من القيمة السوقيّة لشركة تيسلا في عام 2020 عندما وصف سعر سهم الشركة بأنه "مرتفعٌ جداً".
كما تعرض جاك دورسي لانتقادات لإدلائه بالعديد من التعليقات "الغبية". فهو لا يدير تويتر فحسب، بل يمتلك أيضاً شركة أخرى ويسعى وراء شغفه الشخصي في الوقت ذاته، وهذا لا يجعل المستثمرين سعداء.
اشترى صندوق التحوط إليوت العام الماضي حصّة بقيمة مليار دولار في تويتر وطلب استبدال رئيسه دورسي. وفي خطاب استقالته، أقرَّ بأن الشركة التي يقودها المؤسس كانت محدودة بشكل خاص وفاشلة إلى حد ما.
يقول رجل الأعمال والأكاديمي في مجال التكنولوجيا، فيفيك وادوا المولود في الهند، إن مجالس الإدارة والمساهمين يقدرون اليوم تجربة حياة الأجنبي الذي يرتقي من أسفل السُلّم الوظيفي؛
"ليس هناك شك في أن الكفاءة الفنية تحدث فرقاً كبيراً، والكثير من الناس يمتلكونها، ولكن ما يصنع الفارق هو الكفاءة المشتركة، والجمع بين الشركة وعدم القيام بأشياء مجنونة. هناك الكثير من الأشخاص الأذكياء في العالم ولكن ليسوا كلهم متواضعين."
الهند التي يدعم رئيسها (ناريندرا مودي) الشباب على المشاركة في الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الماليّة، والتي عبّر أناند ماهيندرا، الملياردير وراء مجموعة ماهيندرا، بقولهِ مازحاً: "هذا هو فيروس الرئيس التنفيذي الهندي. لا يوجد لقاح ضده" باتت تحكم وادي السيليكون بالفعل.