أخر الاخبار

الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على الأشخاص

إحباط وسائل التواصل الاجتماعي
هل يمكنك تخيّل حياتك بدون السوشيال ميديا؟ إذا كان الجواب "لا" فمن المحتمل أنَّك وقعت ضحيةً للقوَّة التي تتمتَّع بها مواقع التواصل الاجتماعي على الجمهور، وقد تكون مواجهاً لبعض الآثار السلبية التي تتسبب بها مواقع التواصل الاجتماعي على الجمهور بالفعل.

يجب أن نتقبّل فكرة الآثار السلبيّة لمواقع التواصل الاجتماعي، فهيّ حقيقيّة. تماماً.

الوجه الآخر للورقة: ضرر وسائل التواصل الاجتماعي

الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على الأشخاص
لا تتفاجأ عندما تعلم أن آثار مواقع التواصل الاجتماعي السلبيّة ليست عقليّة فقط، بل جسديّة أيضاً. يمكن لها تغيير نظرتك حول العالم، وحول نفسك سلبياً. لا يمكن إنكار التأثيرات الإيجابيّة، للورقةِ وجهان كما هو الحال مع وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن أيّ الوجوه يطغى على الآخر؟ إليك مجموعة من النقاط التي ستساعدك على معرفة الوجه الأطغى لهذه الورقة.

1. الاكتئاب والقلق

الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على الأشخاص

نبدأُها بسؤال: هل تقضي عدّة ساعات يومياً في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي؟ إذا كان الجواب بنعم، فقد يؤثر قضاء وقت طويل جداً على مواقع التواصل الاجتماعي سلباً على حالتك المزاجية.

لا يتطلب الأمر الكثير من التفكير لمعرفة السبب. تُظهر لك وسائل التواصل الاجتماعي الجوانب اللامعة، الإيجابية، المشرقة، السعيدة والمبهجة من حياة الآخرين، فتأتِ أنتَ وتقارنها بالجوانب السلبيّة من حياتك وعلى الفور تصاب بالتعاسة! مقارنة نفسك بالآخرين طريقة فظيعة جداً لقياس ما تملك، لقياس سعادتك، ولتقييم شخصيتك.

لن نرمي المشاكل دون حلول، يمكنك استخدام سائل التواصل الاجتماعي دون أن تسبب لك ضائقة نفسيّة إذا قلَّلت استخدامها، نصف ساعة يومياً وقت لا بأس به. وإذا وجدت نفسك مستاءاً بعد جلسة على وسائل التواصل الاجتماعي، ففكر أيضاً في التطبيقات/المواقع التي تستخدمها، والأشخاص الذين تتابعهم. اختر بعناية.

2. التنمر عبر الإنترنت

الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على الأشخاص
قبل وسائل التواصل الاجتماعي، كان التنمر يحدث وجهاً لوجه فقط، ولكن الآن بات التنمر سهلاً عبر الإنترنت، سواء كان المتنمر يعرفهم أم لا يعرفهم، يأتي ويكتب كلماته ويذهب، وقد رأى معظمنا ما يمكن أن يفعله لشخص ما.

بينما تسهِّل وسائل التواصل الاجتماعي مقابلة أشخاص جدد وتكوين صداقات، فإنها تتيح وبنفس القدر إن لم يكن أكثر، للأشخاص القاسيين التنمر على الآخرين، والأمر لا يتطلّب منهم سوى جهد ضئيل. بالإضافة إلى أن المتنمرين يمكنهم ببساطة وضع اسم وهمي وصورة وهميّة وبالتالي يكونوا مجهولي الهويّة. قد ينشئون حساباً مزيفاً ويتصرفون بطريقة ودية مع زميل لهم، ثم يخونونهم لاحقاً ويحرجونهم عبر الإنترنت، الأمر بسيط بالنسبة للمتنمر. ولكن الأمر قاسٍ جداً بالنسبة للشخص الآخر، حيث غالباً ما تترك هذه الهجمات عبر الإنترنت ندوباً عقليّة عميقة، وفي بعض الحالات،  تدفع الأشخاص إلى إيذاء أنفسهم أو الانتحار. لا الأطفال ولا الكبار في مأمن من هذا المرض المستشري في عقول بعض الناس.

3. انطباعات غير واقعية

الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على الأشخاص
تُشكِّل وسائل التواصل الاجتماعي توقعات أو انطباعات غير واقعية للحياة والصداقات في أذهاننا. تفتقر معظم مواقع التواصل الاجتماعي إلى المصداقيّة. يستخدم الأشخاص سناب شات لمشاركة يومياتهم المثيرة، وينشرون صورهم المثيرة السعيدة الفخِمة على إنستغرام. لكن في الواقع، ليس لديك وسيلة لمعرفة ما إذا كان هذا كله مهزلة أم حقيقة! ظاهرياً يبدو رائعاً، ولكن هناك ما لا نراه، فقد يكون هذا الشخص مثقل بديون كبيرة، أو لديه مشاكل عائليّة كبيرة لا يمكنه حلها، أو يعاني من تدهور علاقته الزوجيّة، هذه أمور لن يتحدّث أي شخص عنها ولن يشاركها، لأن ببساطة لا أحد يريد الاستماع إليها يكفي إننا نتعرّض لها بالواقع كل يوم ولكننا نرى الجزء السعيد والمثير والمثالي من حياة الآخرين فنعدّه ليس جزءاً، بل القطعة الكاملة ونقارن بها سلبياتنا.

إحدى الطرق البسيطة للخروج من هذه الفوضى هيَّ أن يتوقف الجميع عن الكذب على وسائل التواصل الاجتماعي. ولكن في عصر المؤثرين على إنستغرم واليوتيوبرز الذين يكسبون الملايين من تقمّص الشخصيات، فلن يحدث هذا في أيّ وقت قريب.

كُف عن تقييم حياتك بناءاً على صورة إنستغرام أو قصّة إنستغرام أو سناب شات لشخص ما مستلقي على البحر ويشرب عصير جوز الهند، قد يكون اقترض المال لأجل أن يصور هذه القصّة ويبهرك بمدى الرخاء الذي يعيش فيه.

هل تعلم حجم المنزل الذي يعيش فيه إيلون ماسك؟ هل تعلم عدد الساعات التي ينامها إيلون ماسك؟ هل تعلم أين ينام إيلون ماسك؟ هل رأيت الملابس التي يرتديها مارك زوكربيرج؟ بيل غيتس؟ ستيف جوبز؟ أُنظر إلى رجال الأعمال، يمتلكون مليارات الدولارات ولكنهم لا ينفقوها على السيارات الفاخرة والمنازل الفارهة ولا في جزر المالديف، منشغلين بأعمالهم والبلوجر أو الفاشنيستا الذين تتابعهم مهمّتهم أن يظهروا شخصيّة ورديّة تعيش الرفاه والرخاء، ويرتدي الساعات الفاخرة، والبدلات الخاصّة، والماركات التافهة! ليبهروك وتتابعهم وتضع لايك وتشاهد قصّتهم.

4. الصورة السلبيّة عن الجسم

الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على الأشخاص
لنلعب لعبة صغيرة، سأكتب وصفاً وأنت تحدد أين يتم نشر هكذا نوع من الصور:

ملابسٌ باهظة، عضلاتٌ بارزة، وجهٌ جميلٌ جداً، جسداً مثاليّاً بالكامل؛ أين تُنشر هكذا صور؟ إذا كان الجواب إنستغرام، فهذا صحيح.

أصبحت صورة الجسد الآن مشكلة بالنسبة للجميع تقريباً. وهذا من كثرة التعرّض، رؤية الكثير من الأشخاص الذين يُفترض أنهم مثاليون (وفقاً لمعايير المجتمع) على أساس يومي يجعلك تدرك كيف تبدو مختلفاً (قبيحاً) عن تلك الصور.

مهلاً، من المهم حقاً أن نتذكر أن الجميع بشر. لا أحد يستيقظ كل يوم وكأنه عارضة أزياء، وبينما بذل الكثير من الناس جهوداً كبيرة على أجسادهم، فإن هذا ليس هو الحال بالنسبة لكل من يبدو لائقاً. كثير من الناس، بحثاً عن شهرة وسائل التواصل الاجتماعي، سلكوا بالتأكيد طرقاً غير صحية ليظهروا بمظهر أكثر جاذبيّة.

لن نسهب في هذا الحديث، فقط أحط نفسك بأشخاص يحبونك كما أنت، ولن تضطر إلى القلق بشأن الجمال المزيف على إنستغرام.

5. أنماط النوم غير الصحيّة

الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على الأشخاص
علاوةً على القلق والاكتئاب، هناك أمر سيء آخر في وسائل التواصل الاجتماعي وهو أن قضاء الكثير من الوقت عليها يمكن أن يؤدي إلى قلَّة النوم. أظهرت العديد من الدراسات أن الاستخدام المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي له تأثير سلبي على جودة نومك.

إذا شعرت أن أنماط نومك أصبحت غير منتظمة، وهذا سيخفِّض الإنتاجيّة لديك، فحاول تقليل مقدار الوقت الذي تتصفح فيه وسائل التواصل الاجتماعي ولاحظ الفرق بعد ذلك.

كم مرّة ذهبت للسرير وبقيت تتصفح السوشيال ميديا، وتخبر نفسك؛ 5 دقائق فقط وسأنام، وتمتد هذه الخمس دقائق إلى ساعات؟ من فيسبوك إلى إنستغرام إلى تيك توك إلى تويتر إلى سناب شات.. لا تدع خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي المصممة لجذب انتباهك وإبقائك لأطول فترة ممكنة، تسرق نومك الثمين.

6. الإدمان العام

الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على الأشخاص
كنا نقلق من الإدمان على الكحول والمخدرات والسجائر، وانضمّت إليهم وسائل التواصل الاجتماعي. إنها تتمتَّع بجاذبية قوية للعديد من الأشخاص لدرجة عدم التفكير، كل خمس دقائق مسك هاتفه وتصفّح دون تفكير. 

هل أنت مدمناً على وسائل التواصل الاجتماعي؟ إذا كان الجواب نعم فيجب عليك تغيير ذلك، وإذا كان الجواب لا فحافظ على ذلك، وإذا كان الجواب لا أعلم فحاول أن تتذكر آخر مرة قضيت فيها يوماً كاملاً دون وسائل التواصل الاجتماعي. 

إذا اختفت شبكات التواصل الاجتماعي المفضَّلة لديك تماماً من على الإنترنت يوم غداً، فهل سيجعلك هذا الغياب تشعر بالفراغ والاكتئاب؟ 

لا يختلف اثنان على أن الإقلاع عن التدخين فكرة جيّدة (باستثناء المدمن)، وقد يكون الحال نفسه مع وسائل التواصل الاجتماعي.

كيفية التعامل مع الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي

تذكَّر، لسنا هجوميين بدوافع أو مزاج شخصي، ولسنا عدائيين ولا حسودين، فقد شبَّهنا وسائل التواصل الاجتماعي بالورقة ذات الوجهين، وقلنا إن هذه مجموعة من النقاط لمعرفة أيّ الوجهين أطغى من الآخر. ما أُريد قوله هو أنَّني لا أنكر إيجابيات مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي، وأنت أيضاً يجب أن لا تنكرها. ولكن لا تنكر الوجه الآخر السلبي لها في الوقت ذاته.

إذا وجدت أن وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير سلبي على حياتك، فتوقف عن استخدامها. وإذا قررت البقاء، فتأكَّد من تقليل الوقت الذي تضيعه في التمرير عليها، وحافظ على سلامتك العقليّة منها ولا تتأثر بما تراه، فمعظم ما نراه اليوم هو نتاج هوس الشهرة، عمليات مؤلمة وضارة، صور معدّلة بالفوتوشوب تعديلاً ليس واقعياً، أشخاص ورديين لا وجود لهم في الواقع. كن في أمان، هذا كل ما يهم.




وضع القراءة :
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-