قرصنة المنزل الذكي
باتت العديد من المنازل "ذكيّة"، والإقبال على التقنيات الذكيّة للمنازل في تصاعد تدريجي لأنّها تبسِّط الحياة؛ فتح الأبواب، تغيير الإضاءة، ضبط منظِّم الحرارة، وتشغيل الأغاني وما إلى ذلك، تتم هذه المهام ببضعة نقرات من الهاتف.
على سبيل المثال، في عام 2020، كان لدى 24% من الأسر الأمريكية مساعد صوتي ذكي. وفي 2021 ارتفع الرقم إلى 32%.
يقدِّر الناس الراحة التي توفرها تقنية المنزل الذكي. فبدلاً من أن يأتِ الشخص ويقوم بتشغيل التدفئة والإضاءة وما إلى ذلك، يمكنه تعديل الإعدادات من هاتفه، وبالتالي يأتِ من العمل إلى المنزل، منزلٌ دافئٌ مضاءٌ جيداً في أُمسِيَّاتِ الشَتَاءِ الباردةِ.
تقنية المنزل الذكي مريحة، لكن يمكن للهكرز استخدامها بطرق شريرة. على سبيل المثال، في عام 2019، قال زوجان يمتلكان العديد من الأجهزة المنزلية الذكية في ولاية ويسكونسن الأمريكيّة إن طرفاً غير معروف استغل هذه التكنولوجيا. تحدَّث المخترق إليهم من خلال مكبر صوت، وجعل درجة حرارة المنزل شديدة السخونة، وشغل موسيقى صاخبة.
إذن، كيف تحافظ على سلامتك من قراصنة المنازل الأذكيّة؟
يمكنك القيام بالعديد من الأشياء للحفاظ على سلامتك. أوَّلاً وقبل كل شيء، تأكد من تحديث برامج وأجهزة المنزل الذكي دائماً.
يجدر بك أيضاً التفكير في الشركة التي تشتري منها أجهزتك. فالعلامات التجاريّة لا تستخدم جميعها نفس مستويات الأمان؛ وبالتالي يجب عليك إعطاء الأولويّة للشركات التي تأخذ الأمان على محمل الجد. ولا تشارك تفاصيل أجهزتك مع الغرباء، مثل كلمة مرور الواي فاي وما إلى ذلك.
"سِلاح" البلوتوث
- لا أحد رآني وأنا أضعه في هذا المكان، فأنا بأمان، أليس كذلك؟
كلا، لا، لست بأمان، أتظن حقاً أننا اليوم بحاجة إلى رؤيتك وأنت تضع الكمبيوتر في صندوق السيّارة حتى نتأكد أنه هناك؟ هل سمعت بحوادث تحطيم واستيلاء سابقة؟ حسناً، بالتأكيد أنت كذلك، ولكن هذه ليست عشوائيّة!
لقد بات من الشائع وبشكل متزايد أن يستفيد اللصوص من تقنية البلوتوث المضمّنة بمعظم أجهزة الكمبيوتر المحمولة والعديد من الأجهزة الأخرى. إنهم يستخدمون الماسحات الضوئية المتاحة بسهولة والتي تعمل بتقنية البلوتوث لمساعدتهم في العثور على الأجهزة الذكيّة.
"ظاهرة جديدة شقَّت طريقها لسرقة السيارات. المُجرمون يستخدمون الماسحات الضوئية التي تعمل بالبلوتوث للعثور على الإلكترونيات المختبئة داخل السيارات." - إدارة شرطة فولسوم بكاليفورنيا.
قال شخص تعرض لسرقة كمبيوتر محمول بسبب اقتحام سيارة إن لديه العديد من الأشياء القيّمة الأخرى في السيارة، لكن اللصوص تركوا هذه الأشياء كما هيّ، باستثناء الكمبيوتر. وهذا ما تسبب في شكوك أن المجرم لديه أداة لتحديد الأجهزة الإلكترونية القريبة.
تصدر العديد من الأجهزة التي تدعم تقنية البلوتوث إشارات، حتى وإن كانت في وضع الخمول. إذا كان لدى الشخص ماسح ضوئي، فيمكنه بسهولة التنزه في صفوف من السيارات المتوقفة، في انتظار التقاط إشارات النشاط من الأجهزة، والتي سيستخدمها لتحديد المركبات التي تضمّ الكمبيوترات ومن ثمّ سرقتها.
كيف تحافظ على سلامتك من ماسحات البلوتوث؟
يمكنك حماية نفسك بعدم ترك كمبيوترك وأخذه معك. وإذا كنت تريد الابتعاد عنه، ففكر في تخزينه في مكان يصعب على الآخرين الوصول إليه. وأثناء تخزين الكمبيوتر المحمول في مكان ليس في متناول الجميع، يجدر أيضاً النظر فيما إذا كان يمكنك تعطيل إشارة البلوتوث مؤقتاً. إذا استطعت، فقُم بذلك.
استغلال "الأموات"
تلقَّت امرأة رسائل مضايقة من حساب على وسائل التواصل الاجتماعي لصديق ميت. كانت تعلم أن حظر الحساب سيؤدي إلى إسكات الطرف الذي يرسل الرسائل من الحساب، لكنها تردَّدت نظراً لعدم وجود رابط آخر لها مع المتوفى.
يمكن لمجرمي الإنترنت أن يتظاهروا بأنهم شخص ما لم يعد على قيد الحياة ويستهدفون أشخاصاً لا يعرفون شيئاً عن موته. ربما هناك العديد من الأشخاص في شبكة أصدقائك الذين لا تواكبهم خارج وسائل التواصل الاجتماعي ولم ترهم شخصياً لسنوات عديدة، وبالتالي تأكل قطعة الجبن بسهولة.
وليس ذلك فقط، استغلال الموت لا يقتصر على مواقع التواصل الاجتماعي فحسب، بل يقوم الكثيرون بإجراء عمليات احتيال تتعلق بالميراث تحاول خداع الورثة المفترضين لدفع أموال ضرائب أو رسوم وتحويل ملايين الدولارات إلى حساباتهم المصرفية في المقابل.
لا يمكن أن تعتني بحساباتك وأنت ميتاً، ولكن يمكنك الآن القيام ببضعة خطوات وأنت على قيد الحياة (أطال الله عمرك). أوّلاً وقبل كل شيء، امنح شخصاً موثوقاً حق الوصول إلى حسابك بعد وفاتك.
وإذا كنت تعتني بأغراض شخص آخر بعد وفاته، فمن المهم أن تظل حذراً من أي أخبار "مفاجئة" حول الميراث أو الورثة. هذا مهم بشكل خاص إذا كنت لا تعرف الشخص الذي يتواصل معك.
هكرز بطاقات الائتمان
يقوم المجرمون بتثبيت كاشطات بطاقات صغيرة تستغل الأشخاص الذين يشترون أشياء من المتاجر، وإجراء معاملات يومية أخرى. تجمع هذه الأجهزة بيانات البطاقة وتنقلها، مما يعني أنه يمكن للهكرز تلقّي تفاصيل البطاقة بسهولة، ثم محاولة استخدامها لإجراء معاملات كبيرة دون أن تبلغ المؤسَّسة الماليّة مستخدم البطاقة عنها.
تحدث عمليات اختراق بطاقات الائتمان عبر الإنترنت أيضاً. وبشكل أكثر تحديداً، يقوم مجرمو الإنترنت بتثبيت برامج ضارة يمكنها التقاط نقرات الأشخاص على لوحة المفاتيح أثناء إدخالهم تفاصيل الدفع.
كيفية البقاء في مأمن من مخترقي بطاقات الائتمان؟
يصعب التعامل مع عمليّات اختراق بطاقات الائتمان، ولكن يمكنك حماية نفسك من خلال التصرف بشكل استباقي. من المهم البحث عن العلامات التي تشير إلى تعرض قارئ البطاقة للاختراق. ومن المهم أيضاً إلقاء نظرة على حساباتك المصرفيّة والتحقق من أيّ نشاط غير متوقع. إذا كان هناك أي شيء يبدو مريباً، فاتصل بالدعم في أقرب وقت ممكن.
لا تقع ضحيّة للهكرز
لا يمكنك منع كل هذه الاختراقات، ولكن احرص على عدم الثقة في الناس بسرعة كبيرة فهذه وسيلة ممتازة للبقاء في أمان. حافظ على حماية معلوماتك الخاصَّة بشكل جيّد قدر الإمكان. ولا تصدِّق الناس على الفور، حتى لو ادّعوا أنهم يعرفون بعضاً من نفس الأشخاص الذين تعرفهم.
تجلب التكنولوجيا فوائد غير عادية للمجتمع، لكنها ترفع من المخاطر في الوقت ذاته. والدراية بأساليب المخترقين طريقة عملية لتجنب الوقوع ضحيةً لهم، المعرفة قوّة، أليست كذلك؟