ما هوَ مقترح الاتحاد الأوروبي؟
أعلنت المفوضية الأوروبية، الفرع التنفيذي للاتحاد الأوروبي، عن اقتراح يطلب من مصنّعي الهواتف الذكية والإلكترونيات الأخرى تضمين منفذ شحن USB-C قياسي على أجهزتهم جميعاً.
سينم ذلك عن توحيد معايير الشحن السريع، فضلاً عن قدرة العملاء على شراء أجهزة جديدة بدون شاحن. وسيطلب الاقتراح أيضاً من الشركات المصنّعة تقديم إرشادات واضحة حول معايير الشحن التي تدعمها أجهزتهم. بالإضافة إلى الهواتف، ستنطبق القواعد على الأجهزة اللوحية والكاميرات وسماعات الرأس ومكبرات الصوت وأجهزة ألعاب الفيديو.
لماذا هذا الاهتمام حول المنافذ؟
وفقاً للاتحاد الأوروبي، يمتلك المستهلك التكنولوجي العادي ثلاثة شواحن للهواتف المحمولة، يتم استخدام اثنتين منها بشكل منتظم. وقد أبلغ 38 بالمائة من المستهلكين عن حالة واحدة على الأقل من عدم القدرة على شحن هواتفهم المحمولة بسبب عدم التوافق بين أجهزة الشحن. هذا موقف غير مريح، خاصَّة في عصر يمكن أن يكون فيه نفاد بطارية الهاتف مشكلة مزعجة من الدرجة الأولى. لكن هذه ليست المشكلة الوحيدة.
أتعلم، كل عام ينفق المستهلكون ما يقرب من 2.8 مليار دولار على أجهزة الشحن غير المرفقة مع الأجهزة الإلكترونية. ولكن في الأساس تهدف القواعد المقترحة من الاتحاد الأوروبي إلى التخفيف من النفايات الإلكترونية، والتي تقدّر بـ 11000 طن من النفايات الإلكترونية الناتجة عن أجهزة الشحن المهملة وغير المستخدمة كل عام.
هذه ليست المرّة الأولى التي يسعى فيها الاتحاد الأوروبي لمعالجة هذه القضية، حيث أن محاولات حث مصنّعي الهواتف الذكية في الاتحاد الأوروبي على استخدام نفس معيار الشحن يعود على الأقل إلى عام 2009، عندما وقّعت آبل وسامسونج وهواوي ونوكيا اتفاقيّة طوعيّة لاستخدام معيار مشترك. وفي السنوات التي تلت ذلك، اعتمدت الصناعة تدريجياً منفذ Micro USB، ومؤخراً، USB-C كمنفذ شحن قياسي. ولكن هذا النهج التطوعي لم يحقق أهدافه الكاملة، فلم تتوحد جميع الشركات في استخدام منفذ موحّد.
ما التداعيات والتوقعات لمقترح الاتحاد؟
هذا يعني أيضاً أن آبل ستفقد الإيرادات التي تكسبها من كل كابل Lightning تبيعه، سواء تم تصنيعه بواسطة آبل أم لا، بالإضافة إلى التحكم الذي تتمتع به. فلا ننسى، لدى آبل برنامج ترخيص يسمّى MFi، بغير هذا البرنامج لن تعمل أي ملحقات توصلها بالهاتف (أجهزة iPod و iPad و iPhone)
ويمكن أن تمهد خطوة الاتحاد الأوروبي الطريق إلى المزيد من اللوائح، مثل استخدام بطاريات قابلة للاستبدال بواسطة المستخدم. وهناك جهد يبذل لجعل المنتجات تدوم لفترة أطول، ويكون إصلاحها أسهل، وقد يكون توحيد المنفذ إلى USB-C مجرّد بداية.
لكي يصبح قانوناً، سيحتاج هذا الاقتراح إلى موافقة البرلمان الأوروبي، لكن تلك الهيئة صوتت لصالح قواعد الشاحن العام (استخدام أيّ منفذ) في العام الماضي. وفي حال الموافقة سيكون أمام مصنّعي الأجهزة 24 شهراً للتكيف مع القواعد الجديدة.
ستجبر هذه اللائحة شركة آبل على تغيير تصميم أي جهاز آيفون يلوح في الأفق في أقرب وقت ممكن. ولكن، يشاع أن شركة آبل تقوم بتطوير أجهزة الآيفون القادمة لتكون دون منافذ، وبما أن اللائحة لا تنطبق إلا على الموصِّلات السلكية، فقد تكون هذه طريقة جيّدة لتجاوز اللائحة.