أخر الاخبار

الصين تخشى الميتافيرس بداعي الأمن القومي

الصين تخشى الميتافيرس بداعي الأمن القومي
حذَّر مركز أبحاث تديره الدولة في الصين من مخاطر الأمن القومي المرتبطة بالميتافيرس، الذي تنضم في تطويره كل من شركات التكنولوجيا الكبرى والشركات الناشئة، في محاولة تحويل مفهوم مساحة الواقع الافتراضي القابل للمشاركة إلى نموذج أعمال قابل للتطبيق.

في حين أن الميتافيرس لا يزال في مراحله الأولى من التطوّر، فإن "خصائصه التكنولوجية" و "نمطه التنموي" يشيران إلى تداعيات محتملة على "الأمن القومي".

الميتافيرس هو مفهوم يشير إلى عالم افتراضي غامر حيث يمكن أن تتفاعل التمثيلات الرقمية للأشخاص بعدّة طرق، لدواعٍ مختلفة: من أجل المتعة أو التجارة أو التفاعل الاجتماعي. ويعتبره الكثيرون ،التطور القادم للإنترنت.

لكن وفقاً للباحثين الصينيين الأربعة (لي تشنغ ولي مو وتشانغ لانشو وهان يافنغ) الذين كتبوا مقالهم ونشروه بعد أن غيّر زوكربيرج اسم فيسبوك إلى ميتا، فإن الميتافيرس يأتي مع مخاطر محتملة، بما فيها مخاطر الأمن السيبراني و "الهيمنة التكنولوجية"، حيث ستصبح البلدان النامية معتمدة بشكل متزايد على التكنولوجيا. كما سيكون له آثار عميقة على النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مختلف البلدان، وفقًا للتقرير. على سبيل المثال، قد يصبح الميتافيرس جزءاً من "اتجاهات الفكر السياسي" لبلد ما ومجتمعه وثقافته، وسيمارس "تأثيراً خفيّاً" على الأمن السياسي والثقافي لبلد ما.

وفقاً للباحثين الصينيين، قد يؤدي الميتافيرس أيضاً إلى حدوث مشكلات اجتماعية جديدة. على سبيل المثال، يمكن أن تؤثر تجربته الغامرة للغاية سلباً على نمو المراهقين، ويمكن استخدامه من قبل "منتهكي القانون" لإنتاج الأفيون الرقمي الذي يتسبب في إدمان الأفيون ويمكنه أيضاً فصل بعض الأشخاص عن العالم الحقيقي، وفقاً لهؤلاء الخبراء.

الصين تخشى الميتافيرس بداعي الأمن القومي

ويخلص التقرير إلى أن هذه المخاطر تعني أن تطوير الميتافيرس يتطلب التنظيم والتوجيه الضروريين من الحكومة.

وهم يقولون:

"بينما يعبر المعوق الحدودي الوطني، فإن مشاكله وتحدياته ستصبح موضوعات محتملة للسياسة الدوليّة المستقبليّة. قد تكون هناك فجوات تنظيمية في مجالات مثل مكافحة غسيل الأموال والعقوبات والإشراف المالي وحماية الملكيّة الفكريّة، وهذا من شأنه أن يحفّز المجتمع الدولي على استكشاف التعاون".

على الرغم من عدم وجود شكل أو منتج ناضج من الميتافيرس، فقد أصبحت الكلمة الطنانة أكثر انتشاراً خلال الوباء العالمي الذي شهدناه في أواخر عام 2019، حيث شهدت الألعاب مثل فورتنايت و Roblox نمواً كبيراً في كل نواحيها.

الصين تخشى الميتافيرس بداعي الأمن القومي

تسعى الشركات الصينية الكبرى والناشئة إلى حجز تذاكرها في هذا القطار قبل أن ينطلق وقد رأينا خطوات عديدة نحو هذه المحطّة وأبرزها: استحوذت شركة ByteDance، على شركة Pico Interactive الناشئة للواقع الافتراضي واستثمرت حوالي 100 مليون يوان (حوالي 15.6 مليون دولار أمريكي). وسجّلت كل من شركة Tencent وعملاق التجارة الإلكترونية Alibaba سلسلة من العلامات التجارية المرتبطة بالميتافيرس.

وفي الصين، انطلقت أسهم الشركات المتعلّقة بالميتافيرس بقوّة. في غضون أسبوع، شهدت شركة الألعاب ZQGame أكثر من ضعف أسهمها في بورصة شنجن، بعد إعلان دخولها إلى الميتافيرس.

كما أولت وسائل الإعلام الحكومية الصينية اهتماماً لهذه القضية. حذرت صحيفة "سكيوريتيز تايمز" المملوكة للدولة في تعليق لها الشهر الماضي من أنه إذا "استثمر الناس بشكل أعمى في مفاهيم ضخمة ومضللة مثل الميتافيرس، فسوف يحترقون في النهاية".




وضع القراءة :
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-