أخر الاخبار

هل يمكن للمساعد أليكسا أن يساعد في محاربة الوحدة والعزلة؟

هل يمكن للمساعد أليكسا أن يساعد في محاربة الوحدة والعزلة؟
يلجأ الكثير منّا للتكنولوجيا كـحل لمشاكله، ولكن في بعض الأحيان لا نلجأ إليها خوفاً من المراقبة أو طبيعة إدمان هواتفنا، لذا ليست هيّ الحل الدائم. ولكن في حالة الشعور بالوحدة والعزلة، والتي بحسب دراسة عام 2014، وجد باحثون من جامعة ولاية أريزونا الشمالية أن البالغين الذين يعانون من الوحدة لديهم خطر كبيراً متزايداً للاصابة بمرض الاكتئاب، وتساهم الوحدة أيضاً في أعراض اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية وفي بعض الأحيان الشره المرضي. يمكن للتكنولوجيا هنا أن تكون جزءاً من الحل.

بفضل التكنلوجيا، لدينا اليوم المساعدين الرقميين (digital assistants) الذين يتم التحكم فيهم بالصوت. باتت الكثير من أنشطتنا اليوميّة موكَّلة لهؤلاء المساعدين الرقميين وهم يؤدّون أداءاً جيداً في تنفيذها. ولكن، هل بإمكانهم تحسين حياة الأشخاص الذين يعانون من الوحدة والعزلة؟

أليكسا، ما هي نسبة الأمريكيين الذين يعانون من الشعور بالوحدة؟

هل يمكن للمساعد أليكسا أن يساعد في محاربة الوحدة والعزلة؟
جواب أليكسا: "36% من الأمريكيين يشعرون بالوحدة وفقاً لتقرير صادر عن مشروع صحّي بجامعة هارفارد (رابط التقرير: Loneliness in America: How the Pandemic Has Deepened an Epidemic of Loneliness and What We Can Do About It)."

تُعتبر الوحدة الآن مشكلة صحية عامة مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والخرف وحتى الوفيات. ومع تقدم الناس في العمر وابتعاد الأصدقاء والعائلة، تنخفض فرص التفاعل الاجتماعي. ونظراً لأننا نعتمد بشكل متزايد على التقنيات الرقمية لتنظيم حياتنا، نجد أنفسنا أمام عدد أقل من الأسباب لمغادرة المنزل والتواصل مع أشخاص حقيقيين.

لكننا لا نفكر عادةً في الأشخاص الوحيدين الذين يقضون الوقت في التحدُّث إلى المساعدين الرقميين مثل Amazon Alexa أو Apple Siri أو Google Home، الذين يستخدمون التعرف على الصوت للإجابة على الأسئلة وتنفيذ الأوامر.

في أمريكا، يتوقع أن يصل عدد الأمريكيين الذين يمتلكون مساعداً ذكياً إلى 90 مليون هذا العام (المصدر: Installed base of smart speakers in the United States from 2018 to 2021)، وهو جمهور كبير. وبما أن الناس اعتادوا على الدردشة مع مساعد في منازلهم، فقد يكونون أكثر انفتاحاً على إجراء تلك المحادثات خارج المنزل أيضاً.

هل يمكن أن تساعد أليكسا؟

هل يمكن للمساعد أليكسا أن يساعد في محاربة الوحدة والعزلة؟
في عام 2019، ذكرت كورنوال لايف أن المجلس في كورنوال بالمملكة المتحدة كان يخطط لمنح أجهزة Amazon Echo Spot المجانية للأشخاص الذين اعتُبروا معرضين لخطر الوحدة والعزلة الاجتماعية (للاطّلاع: Lonely people to be given free Alexa devices to stay in touch).

قد يبدو الأمر غير منطقياً للكثيرين، ويسألون: لماذا يجعل استخدام أليكسا الناس أقل عزلة؟ حسناً، الفكرة هي أن الحصول على مساعد يتم تنشيطه صوتياً يمكن أن يساعد الناس على الشعور بوحدة أقل لأنهم يحظون برفيق، ويمكن اعتباره نوع من الأصدقاء السيبرانيين.

يمكن أن تساعد أليكسا في محاربة الشعور بالوحدة والعزلة عن طريق ممارسة الألعاب أو إلقاء النكات أو تقديم المعلومات. هناك إمكانيات وأوامر صوتية لا حصر لها تتفاعل بها أليكسا مع المستخدمين بطرق تشجِّع على التفاعل الاجتماعي.

لا تزال مهارات أليكسا محدودة مقارنةً بما هو ممكن عند التفاعل مع الإنسان، ولكن مع التحسّن المستمر للذكاء الاصطناعي، تزداد قدرة المساعد الذكي على فهم المحادثة والرد بالمثل. كل هذا يمكن أن يساعد في تقليل الشعور بالوحدة من خلال إبقائنا منخرطين في المحادثة.

روبوت كصديق

إن فكرة توفير الروبوتات للرفقة ليست جديدة، وقد بدأت تتشكل في واقعنا الحالي. ففي اليابان، حيث يشيخ السكان بسرعة، وتشكل الوحدة مصدر قلق أكبر مما هو عليه في البلدان الأصغر سنا، تم تجنيد الروبوتات هناك لتوفير الرفقة للمسنين.

الروبوت بارو (PARO Therapeutic Robot)، هو روبوت علاجي يتم إعطاؤه للمرضى في المستشفيات ومنشآت الرعاية في اليابان وأوروبا. 

هل يمكن للمساعد أليكسا أن يساعد في محاربة الوحدة والعزلة؟

يستجيب هذا الروبوت للعاطفة بطرق يبدو فيها وكأنه على قيد الحياة تقريباً. يتم تغطية PARO بفراء صناعي ناعم ليجعل الناس يشعرون بالراحة، كما لو كانوا يلمسون حيواناً حقيقياً. ويكون نشطاً أثناء النهار، لكنه يشعر بالنعاس في الليل. ولديه خمسة أنواع من المستشعرات تساعده على إدراك الناس وبيئتهم. وباستخدام مستشعر الضوء، يمكن للروبوت التعرف على الضوء والظلام. وعبر مستشعر اللمس، يشعر إذا تمّ إمساكه. ويمكن أن يتعرّف على اتجاه الصوت والكلمات مثل الاسم والتحية والثناء من خلال مستشعر الصوت الخاص به.

الآن نريد النتائج، والتي وفقاً لبحث أجرته BMC Geriatrics، أظهر المرضى الذين تفاعلوا مع بارو انخفاضاً في المشاعر والسلوك السلبيين، وتحسين المشاركة الاجتماعية، وجعل المزاج إيجابي وتجربة الحياة نوعية.

تشير هذه الأدلة إلى أن الروبوتات يمكن أن توفر مصدراً للرفقة لأولئك الذين يحتاجون إليها ويمكن أن تساعد حتى في منع الشعور بالوحدة في المقام الأول.

تعمل أمازون على الروبوت Astro القادم، والذي بفضله ستصبح أليكسا بجانبك في جميع الأوقات، وتستجيب لطلباتك، وتراقب منزلك، وتخبرك إذا حدث أي شيء خارج عن المألوف. هذه علامة واعدة على أن أمازون ستقدم رفيقاً اجتماعياً إلى السوق. لا يفصلنا عن رؤية النتائج سوى الوقت وهو الذي سيحدد ما إذا كان بإمكانه حقاً تحسين المشاركة الاجتماعية والمساعدة في تقليل الشعور بالوحدة.

ولكن هل يمكن أن تحل أليكسا محل الإنسان؟

هل يمكن للمساعد أليكسا أن يساعد في محاربة الوحدة والعزلة؟
تستطيع أليكسا القيام بالعديد من الأشياء، ولكن يصعب عليها إجراء محادثة حقيقية حول حياة الأشخاص أو تزويدهم بالدعم العاطفي المطلوب. أليكسا ليست مجهّزة لاكتشاف التغييرات المهمة في حالتك الصحية، أو مراقبة السلوكيات الخطرة، أو تذكيرك بتناول أدويتك، هذا ما يفعله البشر المقرّبون منك.

بشكل عام، يمكن للتقنيات الرقميّة أن تخلق إحساساً زائفاً بالاتصال الاجتماعي وقد توفر طريقة منخفضة المخاطر لتعلم المهارات الاجتماعية. لكن هذا لا يحل محل الاتصال الاجتماعي الحقيقي الذي يأتي من محادثة شخصية مع شخص آخر.

بمرور الوقت، قد تتمكن أليكسا من معرفة المزيد عن تفضيلاتك وتقدِّم رفقة أفضل من خلال ميزات مخصَّصة. لكن أليكسا لا تستطيع أن تفعل الشيء الأكثر أهمية: أن تكون صديقك الحقيقي.




وضع القراءة :
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-