أخر الاخبار

مكاسب ومخاسر السلفادور بقرار قبول البيتكوين

مكاسب ومخاسر السلفادور بقرار قبول البيتكوين
أرسل رئيس السلفادور مشروع تبنّي عملة البيتكوين إلى البرلمان، والذي بدوره أعلن الموافقة وباتت السلفادور أوّل دولة تتبنى عملة البيتكوين. للرئيس السلفادوري وجهة نظر مبنية على الأرقام، والتي تتلخص بتوفير ملايين الدولارات على الحوالات الماليّة القادمة من الخارج عبر التحويل بعملة البيتكوين بدلاً من التحويلات البنكية. ولكن السلفادوريين وفيما يرحب بعضهم ألا أن الآخر لم يرحب بهذه الخطوة وأحد الأسباب تقلّب سعر البيتكوين بشدّة.

السلفادور ليس لديها عملة محلية

منذ عام 2001، ألغت السلفادور العملة المحلية، واعتمدت الدولار الأمريكي رسمياً في الاقتصاد لجميع المعاملات. تتلقى السلفادور كل عام حوالي 6 مليارات دولار أمريكي في شكل تحويلات ماليّة بنكيّة، معظمها من الولايات المتحدة. يمثل هذا الرقم 23% من إجمالي الناتج المحلي للبلاد.

مكاسب ومخاسر السلفادور بقرار قبول البيتكوين
التحويلات الماليّة المرسلة إلى السلفادور كنسبة مئويّة من الناتج المحلي الإجمالي

لهذا السبب، يعتقد الرئيس السلفادوري نجيب أبو كيلة أن قبول البيتكوين سيوفر حوالي 400 مليون دولار سنوياً من رسوم التحويل بين البنوك. 

عادةً، يتعين على السلفادوريين في الخارج دفع رسوم تبلغ حوالي 12.5% لكل معاملة بقيمة 100 دولار عند تحويل الأموال عبر ويسترن يونيون (Western Union). ويعتمد حوالي 70% من السلفادوريين على التحويلات الآتية من الخارج، وبالنسبة للعديد من الأسر، تعادل رسوم التحويلات في بعض الأحيان 50% من إجمالي دخلهم. الرسوم تتوزع؛ حيث يذهب حوالي 60% من رسوم التحويلات إلى الوسطاء، ويذهب حوالي 38% إلى البنوك.

هذا هو السبب في أن حكومة السلفادور تولي أهمية كبيرة لاستخدام العملات المشفرة للحد من رسوم التحويلات هذه.

بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام البيتكوين سيساعد هذا الاقتصاد على أن يصبح أقل اعتماداً على الدولار الأمريكي، والذي أصبح الحد الأقصى للتنمية الاقتصادية في السلفادور عندما يعتمد على المعروض النقدي من الولايات المتحدة للتداول.

ولكن وفقاً لوكالة رويترز، فإن العديد من السلفادوريين لا يثقون في عملة البيتكوين بسبب عدم استقرار الأسعار. أما البنك الدولي الذي لم يرحب بالخطوة، فقد قال إن رسوم خدمات التحويل المصرفي في السلفادور هيَّ حالياً الأدنى في العالم.

أظهر تقرير للبنك الدولي أن 30% فقط من السلفادوريين يمتلكون حساباً مصرفياً، ويمكن أن يكون لاعتماد البيتكوين تأثير كبير على الأسواق المالية. وذكر التقرير أن معدل الاتصال بالإنترنت في هذا البلد الواقع في أمريكا الوسطى في عام 2020 هو ثاني أدنى معدل في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.

محفظة Chivo الإلكترونية

مكاسب ومخاسر السلفادور بقرار قبول البيتكوين
إلى جانب الإعلان عن قبول البيتكوين، أطلقت حكومة السلفادور أيضاً تطبيق Chivo e-wallet، والذي يسمح للمستخدمين بتحويل الأموال دون رسوم وبسرعة.

ولكن، مع انخفاض عدد الوصول إلى الإنترنت وكذلك عدم الثقة، لا تزال نسبة مستخدمي Chivo منخفضة للغاية. حيث تظهر الاستطلاعات أن ثلثي الأشخاص في هذا البلد يرفضون تنزيل تطبيق Chivo.

"لا يمكن القيام بذلك بسرعة، فالناس يحتاجون إلى وقت للتكيف وبالطبع سيقلق الناس بشأن الأشياء الجديدة المتعلقة بالمال." - مات هوجان، المدير المالي لشركة Bitwise Asset Management, Inc.

لتحفيز الناس على استخدام محفظة Chivo، عرض الرئيس مكافأة، يث سيتم منح 30 دولار أمريكي بعملة البيتكوين لأي شخص يفتح حساباً بهذه المحفظة الإلكترونية. هذا ليس رقماً صغيراً في بلد يوفّر حد أدنى للدخل الشهري يبلغ حوالي 365$ فقط.

وفي الوقت نفسه، قال أليكس جلادستين، كبير المسؤولين الإستراتيجيين في مؤسسة HRF، لشبكة CNBC إن محفظة Chivo هي عملياً ليست أكثر من بنك تسيطر عليه الحكومة. هذا يعني أنه يمكنهم تجميد الحسابات أو التحكم في مصدر أموال المعاملات أكثر الآن من سياق الاقتصاد باستخدام الدولار الأمريكي.

قال الخبير جلادستين: 

"الحقيقة هي أن الناس لا يثقون بالحكومة، فهم لا يثقون في منصة العملات المشفرة التي تم بناؤها حديثاً".

تظاهرات رافضة للبيتكوين

مكاسب ومخاسر السلفادور بقرار قبول البيتكوين
هناك عامل آخر يجعل الناس لا يؤمنون بالخطوة هذه، وهو أن السلفادور سوف تضطر إلى إنفاق حوالي 200 مليون دولار أمريكي على منصة المحفظة الإلكترونية، بما في ذلك بناء ماكينات الصرف الآلي للبيتكوين. وسيتعين على الحكومة أيضاً إنفاق 60 مليون دولار أمريكي لمنح 30$ لكل مواطن يفتح حساب في محفظة Chivo. وتحتاج السلفادور أيضاً إلى إنفاق 150 مليون دولار لشراء احتياطيات بيتكوين ووفقاً للأرقام الرسمية، فقد أنفقوا 26 مليون دولار في هذا السوق.

لذلك مباشرة بعد إعلان الحكومة قبول البيتكوين، اندلعت الاحتجاجات في العديد من الأماكن.

إلى جانب ذلك، أدّى قبول السلفادور للبيتكوين إلى جعل العديد من المؤسسات المالية والبلدان الأخرى تشعر بالقلق إزاء الشفافية وكذلك خطر أن يصبح البلد وجهة المجرمين لغسيل أموالهم.

مكاسب ومخاسر السلفادور بقرار قبول البيتكوين

مباشرة بعد قرار السلفادور، أعرب صندوق النقد الدولي (IMF) عن قلقه وعلق اتفاقية القرض السابقة البالغة مليار دولار، مما تسبب في انخفاض حاد في قيمة سندات البلاد. في غضون ذلك، قامت سلسلة من وكالات التصنيف الائتماني مثل وكالة فيتش للتصنيف الائتماني أو موديز بخفض التصنيف الائتماني للسلفادور.

حالياً، السلفادور بلد فقير مع نسبة ديون عالية إلى حد ما. يبلغ إجمالي عدد سكان الدولة 6.5 مليون نسمة ويبلغ حجم اقتصادها حوالي 25 مليار دولار أمريكي. والأسوأ من ذلك، تظهر الاستطلاعات أن أقل من 5% من الناس يفهمون حقيقة عملة البيتكوين، بينما يعارض 70% من المشاركين خطوة الحكومة.

من الواضح أنه في اقتصاد متخلّف، لا يزال الناس يفضلون الاحتفاظ بالنقود الورقيّة على العملة الرقميّة، حتى لو اضطروا إلى دفع الكثير من الرسوم المصرفيّة.




وضع القراءة :
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-