يعد الإغلاق السريع علامة على المشاكل المتزايدة لشركة هواوي، أكبر صانع صيني للهواتف الذكية. أدّت العقوبات الأمريكية إلى فرض حصاراً كبيراً ومميتاً على الشركة الصينية وأصبحت هواوي ممنوعةً من الوصول للعديد من المنتجات وبالطبع يمنع تعامل العملاق الصيني مع أي عملاق أمريكي.
إنتاج هواوي قد ينخفض بنسبة 60% هذا العام
 |
| متجر هواوي المغلق في Donlim Emperor Court |
المشكلة لا تتعلق بمنطقةً واحدة فقط بل في جميع أنحاء البلاد، حيث ظهرت تقارير عن انخفاض المعروض من هواتف هواوي الذكية في الأشهر الأخيرة، ويتدارك التجّار الأزمة تدريجياً بالتحوّل إلى بيع منتجات من علامات تجارية محلية أخرى مثل Oppo و Vivo و Realme.
قبل أن يبدأ التأثير الأسوأ لقيود الإدارة الأمريكية، انتشرت متاجر هواوي الجديدة في جميع أنحاء الصين.
وتم تفضيل هذه العلامة التجارية جزئياً من قبل تجار التجزئة المحليين لأن نماذجها تقدم عادةً هوامش أعلى. يقول Tony Zhang، موَرِّد الهواتف في فوشان، إن هواتف هواوي الجديدة يمكن بيعها بأكثر من 1000 يوان (154 دولاراً) من سعرها الأصلي، أو ثلاثة أضعاف أسعار ماركات الهواتف الصينية الأخرى.
كما زاد الطلب المحلي على هواتف هواوي مع ازدياد الشعور بالوطنية وسط تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والشركة كدعماً للشركة الصينية أمام الحكومة الأمريكية، فبالنسبة للكثير من المستهلكين الصينيين، يُنظر إلى هواوي على أنها رمزٌ للفخر الوطني. في الصيف الماضي، أزاحت هواوي سامسونج من منصبها وأصبحت أكبر بائع للهواتف الذكية في العالم، بسبب نمو الشحنات في الصين لتعويض الانخفاض الهائل في البلدان الأخرى حول العالم فالمستخدمين الصينيين ليست لديهم أيّ مشاكل مع عدم توفر خدمات جوجل على هواتف هواوي وخدمات جوجل وغيرها من الشركات الأمريكية محظورةً في الأساس في الصين.
في أكتوبر من العام الماضي، قالت هواوي إن عدد "متاجرها المتخصصة في البيع بالتجزئة" في الصين قد تجاوز 10000 متجر. وظلت العلامة التجارية الأكثر مبيعاً للهواتف الذكية في الصين في ديسمبر وفقًا لشركة الأبحاث Canalys.
عندما تلقت هواوي أوّل عقوباتها من قِبل إدارة واشنطن في عام 2019، كان بإمكان الشركة في البداية إنتاج الهواتف الذكية باستخدام أشباه الموصلات التي خزنتها من الموردين الأمريكيين وزادة طلبها من شركة تصنيع أشباه الموصلات التايوانية TSMC. ولكن عادت أمريكا ومنعت صانعي المعالجات اللاأمريكيين ولكن يستخدمون التكنولوجيا الأمريكية من البيع لهواوي دون موافقة إدارة واشنطن. أدَّت هذه الخطوة إلى عزل هواوي فعلياً عن معظم موردي الرقائق العالميين.
وفقًا لشركة أبحاث السوق IDC، من المتوقع أن تتمكن هواوي من إنتاج ما بين 70 إلى 80 مليون هاتف فقط هذا العام، بينما شحنت الشركة في العام الماضي 189 مليون هاتف.
ووفقًا لإيثان كي، المحلل في Counterpoint Research، فإن عدد الهواتف التي يتم شحنها هذا العام يمكن أن ينخفض إلى خُمس الحجم مقارنةً بعام 2020.
يواجه التجار مشاكل في توفر مخزون هواتف هواوي، وحتى في Huaqiangbei، سوق الإلكترونيات في قلب مركز التكنولوجيا في Shenzhen في جنوب الصين وأكبر مركز للهواتف المحمولة في البلاد، لا توجد متاجر بها مخزون لجهاز Mate X2.
وفقًا لتقريرٍ حديث، قد يكون مخزون هواوي المتبقي من معالج Kirin 9000 محدوداً وسيستخدم لإصدارات P50 و Mate 50 القادمة. وفي الوقت نفسه، تم إيقاف معظم الطرز المتوسطة وهواتف الفئة الرخيصة.
أدّى هذا النقص إلى خلق سوق سوداء مملؤة بالجشع لهواتف هواوي. قال بن شو أحد سكان مدينة قوانغتشو الذي وعد بإعطاء موظفيه هواتف هواوي في أواخر العام الماضي إنه اضطر لدفع 500 يوان إضافية مقابل كل هاتف اشتراه.
"لا توجد طريقة يمكنك من خلالها الحصول على هاتف هواوي عبر الآلية المعتادة" بن شو.
"لدى كل من Oppo و Vivo بالفعل إستراتيجيةً قويةً جداً للبيع بالتجزئة ليس عبر الإنترنت. ومن المرجح أن يكونا أكبر المستفيدين من الوضع الحالي لهواوي. تُظهر Realme أيضاً زخماً قوياً في أن تصبح أحد اللاعبين الرئيسيين في السوق" لإيثان كي، المحلل في Counterpoint Research.