أخر الاخبار

ترامب وهواوي.. هل ستسقط هواوي؟

ترامب وهواوي.. هل ستسقط هواوي؟
بحسب قراءتي للسيناريو الحالي في الحرب الأمريكية-الصينية التي أول ضحاياها هواوي فإن النفق لا يبدو أن في نهايتهُ ضوء للأسف! يستمر الطرف الأمريكي في فرض هيمنته وهبيته وهو قويٌ جداً وذلك بفضل شركاته التي لا يمكن الاستغناء عنها مهما كان البديل جيداً فقد اعتاد المستخدمون عليها وهيَّ تلبّي متطلباتهم وتفي احتياجاتهم.
السيناريو الحالي لإدارة ترامب وهواوي لا يبدو أنهُ سينتهي في أي وقتٍ قريب خصوصاً بعد الخطوات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة الأمريكية والتي ضيقت المجال على هواوي إلى أبعد الحدود فقد تمت معالجة كل الثغرات التي تستغلها هواوي في مواجهة الحظر الأمريكي.
لا جوجل بلاي لا يوتيوب لا Gmail لا حماية جوجل بلاي لا ARM لا كوالكوم لا مايكروسوفت ولا ولا الخ... هواوي تفتقد إلى الكثير وعلى الرغم من تخزينها لمكونات قد لا تنفد خلال عامين ألا أن الطريق يزداد ظلماً كلما سرنا عليه.

ترامب يراقب وهواوي تحتضر

ترامب الرجل الاقتصادي الذي تتغنى بعض الصحف به، البادئ للحرب الباردة مع الصين، الشخص العنيد بقراراته يرغب برؤية هواوي متخلفة عن العالم فهو يريد الخير لشركاته.
الدوافع وراء حظر ترامب للشركات الصينية كانت بدافع الأمن القومي حيث استمر بإدعاءاته بأن الحكومة الصينية يمكنها وبسهولة استخدام معدات هواوي للتجسس على الحكومات الغربية.
رجل الأعمال الأمريكي لم يكتفي بحظر هواوي من بلده بل دعى الحلفاء إلى اتخاذ إجراءات مماثلة وبالفعل قد نجح في وضع الشركة في حالة ميؤوس منها في العديد من البلدان.
من جانبها تحاول هواوي إغراء الحكومات الأخرى وحثها على عدم الأخذ بادعاءات ترامب التي لطالما نفتها وتقول أن ترامب ليس لهُ أي دليلاً يثبت ادعاءاته عليها بالتجسس لصالح الحكومة الصينية ولكن الرئيس الأمريكي ثابتٌ على موقفه!
مؤخراً أتت النكسة الأخيرة لهواوي من قبل المملكة المتحدة التي ستستمر بتقليص خدمات الشركة الصينية في البلاد.
هواوي تحاول التحرك باستمرار وتبحث عن الحلول بدون توقف حتى بخطوتها الأخيرة التي تحاول من خلالها أن تستبدل يوتيوب بتطبيق هواوي فيديو عبر الاستعانة بحدمة ديليموشن ومحتواها وتقنياتها من أجل تطوير التطبيق وتوفير المزيد من المحتوى به ولكن من يُشاهد؟ أنا كـ عربي لا استطيع أن أترك يوتيوب وأتوجه إلى منصة لا يتواجد عليها جميع اليوتيوبرز الذين أتابعهم بغض النظر عن اختصاصاتهم فكل من يرغب بأن يكون منشئ محتوى يتوجه إلى يوتيوب وذلك يعود إلى القوة والتقنيات الحديثة والخدمات التي تقدمها المنصة والتي أثبتت طوال سنين عدة أنها الأفضل لمنشئي المحتوى خصوصاً مع ذلك العدد الهائل من المستخدمين المتواجدين عليها بشكلٍ يومي.

هل نهاية هواوي قريبة؟

ترامب وهواوي.. هل ستسقط هواوي؟
ركز على كلمة "قريبة" التي لا تعني اليوم أو غداً أو بعد غد، ففي عالم الأعمال "قريباً" تعني بعد زمن طويل.
من حيث هذا السؤال الذي يُطرح وبشدة فإن الأمور إذا استمرت على هذا المنوال فهنالك مستقبلاً أظلماً ينتظر هواوي وسيبتلعها خارج أسوار الصين فيجب أن لا تنسى أنها محصنة داخل أسوار الصين فالصين لا تعتمد على خدمات جوجل ولا تطبيقاتها وهي تستبدل كل ما تقدمه تلك الشركات الأمريكية بمنتجات محلية فإستنساخ التطبيقات والخدمات والأنظمة في الصين أمر طبيعي جداً.
أما خارج الصين فلا يمكن أن تستمر هواوي وسط هذه العتمة التي تمر بها، فلا يمكن أن نستغني عن خدمات جوجل وبقية الشركات الأمريكية.
ستحاول هواوي وتستمر بالمحاولة مهما كلف الثمن فالحرب التجارية أصبحت تحدٍ بين إدارة ترامب وإدارة هواوي، ترامب ينتظر سقوطها وهواوي تحاول تجنب ذلك السقوط المخيف والمُرتقب والذي يعني خسارتها في الحرب التجارية.
بالطبع ستسعى الشركة لاستخدام الأدوات الإعلامية (اليوتيوبرز والمؤثرين) لدفع الناس إلى استخدام الخدمات التي تطورها وجعل الناس يشترون هواتفها حتى وإن كانت بدون دعم رسمي من جوجل وجعل خدمات جوجل وغيرها من الشركات الأمريكية غير ضرورية فمثلاً ستجد من يقول لك يمكنك استخدام يوتيوب من المتصفح أو يمكنك تحميل التطبيقات من متجر AppGalley أو الخ.. من الأمور الأخرى ولكن لا فائدة ولا طائل من ذلك فسيبقى المستخدم غير مجبور على شراء هاتف من هواوي يكون مقيدٌ وعرضةٌ للخطر بينما يمكنه شراء هاتف يتمتع بجميع ميزات نظام الأندرويد وحماية النظام من شركة أخرى.
لا أتمنى السقوط لهواوي ولا أقول أن ترامب محق بادعاءته التي لم يثبت صحتها إلى الآن ولكن أقول لننتظر هذهِ الحرب الباردة أين ستصل؟ هل سيطلق ترامب الرصاصة الحاسمة أم أن هواوي ستقوم على ساقيها وتقف في وجهه.
والآن أترككم مع الفيديو التحليلي الشخصي:



وضع القراءة :
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-