يبدو أن هذه الدعاوى القضائية التي رفعتها TSMC هي استجابة مباشرة لعملية التقاضي التي بدأت في وقت سابق من قِبل GlobalFoundries في 26 أغسطس والتي اتهمت فيها شركة تصنيع الرقاقات الأمريكية TSMC أيضًا بانتهاك براءات الاختراع الخاصة بها. الشركة التي تتخذ من تايوان مقراً لها قد وصفت تلك الدعوى بأنها "بلا مقابل" ووصفت بأنها "محاولة لتعطيل أعمالها من خلال التقاضي، بدلاً من محاولة التنافس على الجدارة التكنولوجية".
في قضيتها، أكدت شركة TSMC أن مُصنع أشباه الموصلات الأمريكي انتهك 25 براءة اختراع تتعلق بـ 40 نانومتر و 28 نانومتر و 22 نانومتر و 14 نانومتر و 12 نانومتر في طرق الطباعة الضوئية المستخدمة في تصنيع الرقائق. وطلبت الشركة من المحاكم منع GlobalFoundries من إنتاج وبيع أشباه الموصلات التي تتضمن انتهاكات براءات الاختراع المحددة. بالنظر إلى النطاق الواسع للشكاوى، في حال أتصرت TSMC في الدعاوى القضائية ، ستتأثر جميع خطوط الإنتاج في GlobalFoundries تقريبًا.
ومن المثير للاهتمام، عندما أطلقت شركة صناعة الرقاقات الأمريكية شكواها في أغسطس، أشارت إلى "معارض سرية" يُزعم أنها أظهرت أن ملكيتها الفكرية تستخدمها شركة TSMC في إنتاج ما لا يقل عن ستة منتجات من أبل تضمنت Apple Watch و IPad mini و IPhone XS. إجمالًا، زعمت الشركة 16 انتهاكًا لحقوق براءات الاختراع مع 13 من هذه الانتهاكات المتعلقة بالولايات المتحدة في حين أن 3 مخالفات تتعلق بألمانيا. نتيجة لذلك، سعت GlobalFoundries إلى استيراد أوامر ضد ليس فقط منتجات Apple ولكن أيضًا ضد جوجل في هواتف Pixel ونفيديا مع وحدات معالجة الرسومات (كروت الشاشة) هذه مع اتساع نطاق هذه الدعوى التي تؤثر على لينوفو وكوالكوم وميديا تيك أيضًا.
استجاب سام عازر - أحد المديرين التنفيذيين في GlobalFoundries - لأحدث تحرك لـ TSMC بالطريقة التالية:
"لطالما استخدمت TSMC مركزها المهيمن في السوق لممارسة الضغط على منافسيها الأصغر ، والتقاضي الانتقامي المقدم اليوم يتماشى مع هذا التاريخ. لدينا ثقة في موقفنا والعملية القانونية ، ونحن لسنا خائفين من هذه الإجراءات ".نظرًا لشراكتها المستمرة مع أبل لبناء معالجات A-series التي تُتسخدم في أجهزة iPhone، أصبحت TSMC أكبر صانع رقائق في العالم. تم تصنيع أحدث شريحة لأبل وهي A13 Bionic، بمعمارية 7 نانومتر يطلق عليها "N7 Pro".
بدء "حرب دعوى قضائية" بين كبرى شركات تصنيع أشباه الموصلات لا يبشر بالخير بالنسبة لصناعة تترنح بالفعل من آثار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. ونظراً للوتيرة الجليدية التي تسير بها هذه الدعاوى القضائية، فإن التوصل إلى حل سريع لهذا النزاع يظل بعيد الاحتمال.