أخر الاخبار

هل ستستطيع شركات الإتصالات العراقية إنقاذ نفسها قبل فوات الأوان؟

هل ستستطيع شركات الإتصالات العراقية إنقاذ نفسها قبل فوات الأوان؟
مارست شركات الاتصالات العراقية للنطاق العريض والبيانات الخلوية دورها منذ سنين طوال. لقد قدمت خدماتها لنا وطورت من البنى التحتية الخاصة بها لسنين وجمعت عائدات قوية من المشتركين ونالت شهرة واسعة في أرجاء العراق.
رغم كل تلك السنين التي مضت لم نشهد أي تحسن ملحوظ في خدمة الأنترنت بشكل عام سوى الأنتقال من الجيل الثاني إلى الجيل الثالث "المزيف" بالنسبة إلى شركات الإتصالات التي توفر البيانات الخلوية. أما شركات النطاق الترددي العريض (شركات الانترنت التي توفر لك الانترنت عبر الأبراج - يكون هناك نانو يتلقى الاتصال وسكتر يرسل الاتصال إلى النانو) فلم تفعل سوى رفع الأسعار وقرصنة الأفلام والمسلسلات الأجنبية من شتى خدمات بث الفيديو ( مثل نتفليكس, HBO, وغيرها العشرات من شركات الإنتاج).
هيمنة مجموعة الشركات الحالية في العراق على السوق وأحتكرته بحيث لا تدخل أي شركة أخرى لكي تنافسها وذلك بتنسيقات خاصة لا نرغب بالحديث عنها. الهيمنة لم تشمل شمال العراق لأنهُ مُنعزل تماماً عن وسط وجنوب العراق والحكومة هناك تختلف عن الحكومة هنا وإتصال الإنترنت في شمال العراق لا يُقارن ببقية المناطق والشركات المزودة ليست هي نفسها الموجودة لدينا.
خلاصة الكلام أعلاه: لدينا شركات توفر إنترنت بالسرعة التي تعجبها وبالأسعار التي تعجبها وتحجب الإنترنت وقتما تشاء ولا يمكنك الإعتراض عليها ولا تسمح بدخول شركات أخرى لمنافستها.
إذاً تبدو الحلول معدومة! ولكن دائماً ثق بأن هناك ضوء في نهاية المطاف! فمنذ فترة ونحنُ نسمع عن مشروع سبيس إكس الذي يتمثل بتزويد الكرة الأرضية بالانترنت عبر الفضاء من خلال أقمار إصطناعية الهدف من هذا المشروع هو توفير إنترنت سريع وبأسعار معقولة للجميع! وبغض النظر عن سرعة الانترنت وسعر الإشتراك, من خلال هذا المشروع سنتخلص من عدة أمور أصبحت عاصية جداً علينا والتي سوف ألخصها لكم في النقاط الأتية:
1. لن يكون هناك قمع وحجب للإنترنت بعد تفعيل المشروع! 
تقمع السلطات الشعوب في حال تدهورت الأوضاع فيها وهذا ما رأيناه في مظاهرات 1 أكتوبر/تشرين الأول التي حصلت في العراق والتي حجب فيها الإنترنت لفترة طويلة ومن ثم عاد ولكن بحجب وسائل التواصل الإجتماعي (فيسبوك وفيسبوك ماسنجر وإنستغرام وتيليجرام بالإضافة إلى واتساب). طالت فترة الحجب منذ يوم 2 أكتوبر لغاية اليوم 26 أكتوبر وذلك بسبب تجدد المظاهرات يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول.
إذاً عندما يتفعل المشروع لن تستطيع الحكومات الإستبدادية قطع أو حجب الإنترنت في الوقت الذي تشاء فيه (حجب أو تشويش الإنترنت يُعد إنتهاكاً لحقوق الإنسان).
2. إنترنت سريع للجميع!
من الجيد أن نرى مساواة بين الفقير والغني. ليس ذلك فحسب فالإنترنت لن يصبح محتكراً لشركة معينة أو لجهة معينة! سيصبح بإمكانك أن تحظى بإنترنت بسرعة عالية وبمقابل مادي رخيص وهذا ما سنناقشه في النقطة التالية.
3. أسعار معقولة بدون إستغلال!
المظحك المبكي لدينا هو الإستغلال في الأسعار مقارنةً بالسرعات. ستوفر شبكة ستارلنك سرعات لا تقل عن 1000MB/S (معلومة مُسربة غير مؤكدة) في أدنى خطة إشتراك إن كانت التسريبات التي رأينها صحيحة! نحنُ في العراق لا تتجاوز سرعة الإنترنت لدينا 1 ميجابايت وأسعار الإشتراكات مرتفعة جداً حيث أن أدنى سعر هو 30 ألف دينار عراقي (حوالي 25$).
إذاً سينتهي هذا الحكم الظالم لشركات الأنترنت العراقية وسيصبحون من الماضي العتيق ولن يكون المستخدم بحاجة لهم ولخدماتهم التي أقل ما يقال عنها أنها سيئة جداً.
أنا أعلم أن هناك الكثير من الأسئلة في ذهنك والتي تبحث عن إجابات لها ولكن كُن مُطمئن فسيأتي الجواب في الوقت المناسب على أسئلتك وإلى ذلك الحين سأجيب على بعض الأسئلة التي أجوبتها متوفرة لدي.
  1. كيف سنتلقى الإتصال؟ سيكون هناك جهاز ستشتريه من سبيس إكس نستطيع القول أنهُ مثل النانو والراوتر.
  2. كيف أشترك بعد شراء الجهاز؟ هذا السؤال مهم جداً. الدفع سيكون عبر بطاقتك الإتمانية وسيكون هناك حساب لديك على الموقع وبحسب ما توصلت إليه ستستخدم الحساب نفسه في الجهاز أي ستقوم بوضع معلومات حسابك التي أنشئتها على الموقع في جهاز الإستقبال وبخصوص هذا السؤال ننتظر المزيد من التوضيح عنهُ في المستقبل القريب.
  3. هل ستستطيع الحكومات التحكم في الإنترنت وحجبه؟ لا قطعاً! لغاية الأن لم تتكلم سبيس إكس عن إتاحة التحكم في خدمة ستارلنك لصالح الحكومات وهدف إيلون مسك هو إعطاء الحرية للجميع بدون حجب وقمع. وإحتمالية إعطاء الحكومات صلاحيات معينة هذا أمر مستبعد ولن تستطيع الحكومات حجبه.
بقية الأسئلة سأجيب عنها عندما تكشف الشركة عن أجوبة لها.
إذاً هل يا تُرى ستصحو شركات الإتصالات العراقية متأخرة لمواجهة هذا الخطر الذي سيجعل منها لا شيء؟ أم ستتم محاربة المشروع وسيتم التعتيم عليه إعلامياً؟ في كلتا الحالتين الشركات العراقية في مأزق كبير, أما أن توفر الخدمة نفسها التي ستوفرها ستارلنك وبالسعر نفسه أو سيتم تنحيتها جانباً! موقفكم صعب وإن صحوتم متأخرين فسيثور الناس قائلين أين كنتم ولماذا لم تفعلوا ذلك طيلة هذه السنوات؟ وبالطبع ستكون هناك دعاوى قضائية ضد هذه الشركات مضمونها أنها أستغلت الناس لسنوات طويلة وجعلتهم يدفعون مبالغ باهظة مقابل خدمات رديئة جداً. موقف صعب ستواجههُ شركات الإتصالات العراقية.
نأمل أن هذا المقال قد قدم لكم الفائدة والمعلومات المذكورة كلها مؤكدة بإستثناء التي تم التنويه على أنها غير مؤكدة عن مشروع Starlink الذي ستكون لنا تغطية واسعة جداً حوله في موقع الراقي للمعلوميات.



وضع القراءة :
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-