أخر الاخبار

السلطة والقمع

السلطة والقمع
نحنُ موقع تقني مختص بالتكنولوجيا العالمية ولكن دائماً نُركز ونعطي إهتمام خاص للأحداث التي تحصل في العراق والتكنولوجيا في العراق والسبب في ذلك هو فهمُنا لما يحصل داخل هذه البلاد بشكل كبير كونها موطنُنا.
قد تقول أن ذلك تمييز وهذا طبيعي لأنهُ يمثل وجهة نظرك التي نحترمها كثيراً ونُعطيها إهتمام أكثر مما تعتقد ولكن من وجهة نظرنا لا! حيث أننا في هذه البلاد مُختلفين بشكل كبير جداً عن بلادك من حيث كل شيء.
  1. إنترنت وشبكات رديئة جداً.
  2. استغلال للمستخدم.
  3. عدم إحترام المستخدم.
  4. "النصب" بشكل أو بأخر على المستخدم.
  5. التمرد على القوانين في بعض الحالات.
  6. استغلال السلطة لصالح جشع و طمع الأشخاص والشركات.
هذه ٦ نقاط من بين العشرات من النقاط السلبية.
وقعت مظاهرات بالعراق في الأول من أكتوبر (٢٠١٩) في الكثير من المحافظات وكانت هذه التظاهرات سلمية وقائدها وممثلُها هو الشباب العراقي فقط!.
إلى هُنا ننتهي من الكلام السياسي ولن نتطرق لهُ كونهُ ليس من اختصاصنا فنحنُ موقع تكنولوجي كما ذكرنا في بداية المقال.
الإنترنت حق من حقوق الإنسان كبقية الحقوق الأخرى. ويدفع الشخص مبالغ معينة مقابل خدمة معينة.
بغض النظر عن تهريب الإنترنت الذي يحصل في العراق من قبل شركات "معينة" وبغض النظر عن السرعات التي توفرها الشركات وبغض النظر عن الأسعار التي تضعها الشركات والتي غير منطقية نهائياً وإذا رغبنا بالحديث عنها فسوف يكون الكلام "جارح" للشركات ككل بدءاً من شركات إتصالات الهاتف المحمول إلى شركات الانترنت.
تم قطع الإنترنت بشكل نهائي من الساعه العاشره تقريباً ليلة اليوم الثاني من أكتوبر التي بدأت بها التظاهرات لأسباب سياسية اتوقع أن الجميع يعرفها ولا داعي للحديث عنها.
حجب الإنترنت لم يشمل شمال العراق أو ما يطلق عليه إقليم كردستان كون تلك المنطقة لا تحتوي على تظاهرات لأنها شبه منعزلة عن بقية البلاد وهذا شأن سياسي لا نرغب بالحديث عنهُ أيضاً فهو ليس من تخصصنا.
ماهو مهم بالموضوع هو أن خدمة الإنترنت لم تعود لغاية هذه اللحظة التي أُدون بها هذا المقال (٦ أكتوبر في الساعة الثالثة مساءاً) ولا أعلم متا سيعود (عاد الأنترنت يوم 7 أكتوبر مابين الساعة السابعة والثامنة مساءاً ولكن تم حظر السوشيال ميديا).
كوني مواطن عراقي يعمل على الإنترنت فأنا من يوم 2 أكتوبر لغاية اليوم لم أرى عملي! هل طردت من عملي؟ هل تعرض عملي لحادث مؤسف؟ هل أصاب مكروه عملي؟ هل، هل، هل، وهل......
مادياً تأثرت بشكل كبير خلال هذه الـ ٦ أيام وأنا أعمل كـ فرد وليس لدي شركة. هذا أنا فما بالك بالشركات التي تأثرت! لدينا خدمات مصرفية توقفت! تطبيقات حجوزات الفنادق والسيارات والطائرات والأكل والتوصيل توقفت أيضاً، التقديم الجامعي توقف أيضاً! والعديد من الشركات والخدمات التي توقفت بسبب حجب الإنترنت في العراق.
هذا الكم الهائل من الخسائر من سيقوم بتعويضه؟ من سيقوم بتعويضي جراء خسائري؟ من سيقوم بتعويض شركات الطيران والسيارات والفنادق والمتاجر وشركات التوصيل؟ من سيقوم بتعويض المطاعم؟ من سيقوم بتعويض المجلات والصحف والمواقع؟
كل هذا حصل لأن السلطة تخاف على مكانتها من أن ينشر المتظاهرين ما قاموا بتصويره للعامة.
كل هذا حصل خوفاً من أن يتواصلون بشأن تجمعهم.
كل هذا حصل خوفاً من أن تواجه السلطات حقيقتها المرة!
إذًا ماذا تترجى من سلطة لم يرضا عليها شعبها؟ هل ستحترمها الشركات؟ كنت اتساءل لماذا البنوك الالكترونيه مثل بايبال (PayPal) لا تدعم دولة العراق! كنت اتساءل لماذا لا تمتلك الشركات متاجر رسمية بالعراق؟ كنت اتساءل لماذا الفرد العراقي غير محترم من قبل الشركات؟ كنت اتساءل لماذا بلدي يقبع في المراكز الأخيرة ضمن قائمة الدول العالمية من حيث خدمة الإنترنت!
وأنت هل تتساءل لماذا جوازك العراقي ضمن أسوأ جوازات العالم؟
الجواب عن كل ما ورد أعلاه هو:
هل تمتلك دولة؟
ثلاث كلمات تختصر مئات الكلمات و ألاف الأحرف! هل أنت موجود، هل دولتك تسعى إلى راحتك، هل دولتك تسعى إلى تطويرك، هل دولتك تسعى إلى رفع جوازك بين الجوازات العالمية، هل دولتك تسعى إلى رفع الإقتصاد، هل دولتك تسعى إلى القضاء على الفقر؟ هل دولتك تسعى إلى تنمية وتثقيف شعبها، هل دولتك تسعى إلى توفير سبل الراحة لمواطنيها، هل دولتك ترغب بأن تكون موجوداً بها، هل دولتك تجذب الشركات والإستثمار، هل دولتك تهتم بك وبمستقبلك، هل دولتك حية؟
نتساءل لماذا أمازون لا تدعم العراق ولا نتساءل عن هل العراق بيئة مناسبة كي تأخذه الشركات بعين الاعتبار؟
في دولة خيمة عليها كلمة "فساد" في كل قطاع من قطاعاتها المختلفة بدءاً من الصحة إلى الإتصالات.
في دولة يسعى موظفيها إلى كسب المال والرقص على جروحها.
في دولة امتلأت بالموظفين والحكام والقادة ذي الأصول ألأرجنتينية.
في دولة خيم عليها الإسلام "السياسي".
إذا طُرحة هذه المواصفات أعلاه فإعلم إذاً أنك أنت في العراق.
في بداية مقالي ذكرتُ بأنني لن اتكلم حول السياسة ولكن في الحقيقة لم أستطيع لأن الغيرة التي دفعتني إلى الخروج مع المتظاهرين السلميين هي نفسها من دفعتني للتحدث بهذا الشأن.
حُبي لوطني يجعلني لا أتقبل كل تلك الإهانات، أنا مواطن في دولة تعتبر من بين أغنى بلدان العالم. دولة امتلأت بالخيرات، دولة رقعتها الجغرافية ممتازة واستراتيجية، دولة تمزقت بسبب الحروب والفساد والولاء الأرجنتيني.
قد يتسبب كلامي أعلاه بمشاكل كثيرة لي ولكن أنا لا أبالي! لم يعد أي تهديد آخر يهمني! هل تعلمون لماذا؟ لأنني كنت ضمن المتظاهرين السلميين أحمل علم بلدي العراق ضمن ألاف الشباب بجانبي الذين كانوا يهتفون بحقهم ويحملون السلام معهم، هل تعلمون كيف كان الرد؟ كان بالماء الحار والقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي الذي يتطاير فوق رأسي، أحمل علم بلادي فيحملون بوجهي السلاح، أطالب بحقي فيقمعونني بشتى أنواع الطرق، هل علمتم لماذا لا أبالي بما قد تتسبب به هذه المقالة من مشاكل؟
كل ما ورد أعلاه كان بإمكاننا ان نتجاوزه لو اننا انتخبنا الشخص الصحيح في المكان الصحيح.
قد تقول أن الإنتخابات غير مفيدة بالعراق ويتم تزويرها ولكن ولأول مرة في هذا مقالي أقول لك انت مُخطئ.
انتخب الصح وسترى البلد يتغير، ينمو، يزدهر، يرفع من شأنك، يقضى على الفساد و حيتانه، يوفر لك الحياة الكريمة، يتقدم تكنولوجياً، يشجع على الصناعة والابتكار، يحفز الشباب، ستمتلك وطن وهو ما تفقتدهُ أنت وأنا ألأن.



وضع القراءة :
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-