أخر الاخبار

هل تعدين وتداول العملات الرقمية ممنوع في العراق؟

هل تعدين وتداول العملات الرقمية ممنوع في العراق؟
 كثيراً ما يتمّ سؤالي: هل يمكنني تعدين البيتكوين؟ الهيليوم؟ الإيثريوم؟ هل مسموحٍ لي تداول العملات الرقميّة المشفّرة؟ هل يمكنني شراء البيتكوين؟ وما إلى ذلك من هذه الأسئلة والسبب في طرح هذه الأسئلة هو عدم وضوح قرار البنك المركزي العراقي وبيانه المكتوب بتأريخ 3/12/2017 الذي يبدو للوهلة الأولى مكتوباً من قبل شخصٌ كان مزاجه سيئاً في وقت كتابته فلم يكن قرار البنك المركزي واضحاً بل غامضاً تماماً وذلك لأن البنك المركزي ذكر عملة "البيتكوين" فقط وقانوناً هذا يعني أنَّ العملات الرقميّة المشفّرة الأخرى مسموحة كون البيان الصادر عن البنك المركزي حدد "البيتكوين" فقط، هذه نسخة من البيان يمكنكم الاطلاع عليها:

"إن عملة البتكوين هي عملة الكترونية افتراضية تتداول عبر الانترنت فقط دون وجود مادي لها وتستخدم للشراء عبر الانترنت وتدعم الدفع بإستخدام بطاقات البتكوين او قد تحول الى العملات التقليدية في بعض الاحيان وبالتالي فهي تنطوي على مخاطر عدة قد تنجم من تداولها لاسيما فيما يتعلق بالقرصنة الالكترونية والاحتيال وعلى الرغم من عدم وجود رواج لها داخل العراق الا اننا نؤيد إصدار هكذا اعمام بعدم استخدامها وإخضاع المتعاملون بها لاحكام قانون غسل الاموال رقم (39) لسنة 2015 والقوانين ذات العلاقة بهذا الخصوص."

بغض النظر عن الأخطاء الإملائية، فإن بيان البنك المركزي واضحاً بأن البيتكوين فقط هو المحظور لدينا العديد من العملات الأخرى التي لها تقنيتها الخاصَّة والتي بحسب البيان ليست محظورة ولكن يقول المتخصصون أن البنك المركزي "قصد" بذكره البيتكوين أن جميع العملات الرقميّة المشفّرة ممنوعة ولكن نحن لسنا حبيبين حتى نستوضح ما يفكّر به الآخر وما هيَّ مشاعره وما ينويه! نحن نتحدّث عن بنك مركزي وعن قرار يخضع الغافلون عنه أو المتعمدون كسره إلى أحكام قانون غسل الأموال فلا ينبغي أن يكون البيان مجرّد إشارات وتوقعات بل يجب أن يكون واضحاً تماماً ومفسِّراً لكل ما يتعلق بهذا الخصوص وليست تلميحات! في حال لم يكن لدى البنك المركزي موظّف يعلم بأن هناك عملات رقميّة أُخرى لها البلوكشين الخاص بها غيرُ البيتكوين فيجب عليهم البحث عن مختص عملات رقميّة مشفّرة يناقشون معه أفكارهم ويكتبون بياناً سليماً وواضحاً وليس مبهماً.

الآن دعني أُجيب على الأسئلة التي تُطرح عليّ دوماً:

هل تداول العملات الرقميّة مسموحاً في العراق؟

هل تعدين وتداول العملات الرقمية ممنوع في العراق؟
البيتكوين ممنوعاً ولكن العملات الأخرى كالإيثريوم والريبل وغيرها فأنا لا أعلم في ماذا يفكر البنك المركزي أو ماذا يقصد أو كيف يُلمِّح، أنا أتحدَّث عن بياناً رسمياً صادراً وليس احتماليات فيما يفكِّر به البنك المركزي، لا نسير على الظن والتوقعات بل القرارات.

فضلاً عن كونه ممنوعاً فإن أغلب منصّات بيع وشراء البيتكوين تمَّ حظرها من قبلنا (هذا في حال كانت هناك منصّة تدعم البيع والشراء للعراقيين فأغلبها لا تدعمنا قبل أن يصدر قرار البنك المركزي وقد يعزَّى السبب في ذلك إلى العقوبات السابقة على المؤسسة المالية العراقية أو قِدم وصعوبة التعامل مع البنوك التي لا زالت لا تمتلك خدمات بنكية رقميّة أو تمتلك ولكن قديمةً وصعبة التحكم، معقدة).

هل تعدين العملات الرقمية مسموحاً بالعراق؟

هل تعدين وتداول العملات الرقمية ممنوع في العراق؟
كعملة "بيتكوين" فهذا ممنوع، كون تداولها ممنوعاً فتعدينها أيضاً ممنوعاً ولكن ثغرات بيان البنك المركزي تتيح لك تعدين العملات الأخرى فلم يتم ذكرها في البيان، ربما لسبب عدم معرفتهم بتلك العملات أو آلية العملات المشفّرة فظنّوا أن جميع العملات الرقميّة هيَّ "بيتكوين فقط" وليست عملات مستقلَّة بتكنولوجيا مختلفة. إن كان تداول البيتكوين ممنوعاً فتعدينها ممنوعاً أيضاً. أما بخصوص ثغرات البيان في عدم إشارته للعملات الأخرى فلا أعلم هل هيَّ محظورة أيضاً والبنك المركزي لم يذكر ذلك في بيانه أم أنه لم يعلم بوجود عملات أُخرى.

لديَّ بيتكوين حالياً، ماذا أفعل به؟

هل تعدين وتداول العملات الرقمية ممنوع في العراق؟
قالَ ليَّ البعض أنا لديَّ بيتكوين ولكنني لم أكن أعلم بأنه محظوراً والآن عندما أردتُ بيعه وجدته محظوراً فكيف أسترجع أموالي؟ وهل يمكنني ذلك؟

حسناً، منطقياً كل البلدان تصدر تحذيراً وتعطي وقتاً قبل تطبيق القرار، ذلك لكي يستعدَّ الناس للامتثال له والتخلص من كلَّ ما يخالف اللوائح المحلية ولكن بالعراق أيضاً لم يتم إعطاء الناس فرصة لاسترجاع أموالهم المستثمرة، صدر القرار وينفذ فوراً دون كيف ولماذا وأعطونا مهلةً لكي نصفي الحسابات فهذه بعد كل شيء هيَّ أموالاً استثمرناها ويجب استردادها.

لا أرى ضرراً في أن تسترجع أموالك وتستثمرها في بلدك وتنمّي من اقتصاد بلدك وإن كانت مساهمة بسيطة فعلى الأقل ساهم في تنمية هذا البلد المنهك والمدمَّر والمحارب سياسياً والذي عانى من مقاتلة الإرهابيين ولم ينتهي الإرهاب إلى يومنا هذا رغم إعلان النصر عليه.

قم ببيع عملاتك واسترد أموالك واستثمرها ببلدك فمعاً يمكننا المساعدة في نموِّ هذا البلد المثقل بالكسل وما شابهه من الصفات السيئة.

أما كيف تبيع البيتكوين وأنت في العراق فقد وجدنا طريقة لكم يمكنكم الاطلاع عليها من هنا: كيفية بيع البيتكوين في العراق.

نحنُ لا نشجع تماماً على مخالفة القوانين، بل ندعوكم إلى الالتزام بها فالقانون هو ما يُسيِّر البلد بشكلٍ نظاميّ ومستقر ومؤمَّن، ولكن لا يمكن أن نخسر أموالنا فبلدنا أولى بها من على أن تكون معلَّقةً.

في النهاية أرجو منكم الالتزام باللوائح فصدِّقني، الالتزام بالقانون ثقافةٌ وتطوِّر ومخالفة القوانين جهلٌ وتخلُّف حتى وإن كانت القوانين غير مقبولة أو مثيرة للجدل أو مبهمة أو متخلِّفة فيمكننا أن ندعوا لإعادة النظر فيها عاجلاً وليس كسرها وتحدّي الدولة، هذا خاطئٌ تماماً.

والآن أترككم مع مناقشتي لقرار حظر البنك المركزي لعملة البيتكوين، أتمنى أن يصل هذا المقال والفيديو إلى المسؤولين الحكوميين المتخصصين بهذا الصدد وأن يتم إعادة النظر بالقرار مع الأخذ بالحسبان الكلام الوارد بالفيديو أدناه والبحث بشكلٍ أكبر عن هذه الثورة التكنولوجية في القطَّاع المالي:




وضع القراءة :
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-