أخر الاخبار

منجزات وزارة الاتصالات العراقية من يوم نشأتها

منجزات وزارة الاتصالات العراقية من يوم نشأتها
بينما تُلمّع الجهات المعنية ومسؤوليها بإنجازاتهم البرّاقة والغير مسبوقة والتي توفر حلولاً منقطعة النظير على كوكب الأرض وفعّالةً بشكلٍ سحريّ للغاية وغير قابلةً لأي تشكيك إطلاقاً، نأتي إلى الواقع ونراه يسوء أكثر يوماً بعدّ يوم ونتساءل هل هم منافقون لهذه الدرجة؟ أم أنهم يستخفون بمواطنيهم الذين توظّفوا لخدمتهم؟ كـ موقع تقني (ليس سياسي) فإننا لا نستطيع تفسير أعمالهم بشكلها الحالي والتي هي باختصار:

تباهي وتفاخرٌ أمام الشاشات وكسلٌ وخمولٌ خلفها، عدم المهنية وعدم القدرة على توفير حلٍّ بسيطٍ لدجاجةً معقودة القدمِ!

تتحدث وزارة الاتصالات ووزراء الوزارة ومدراء الوزارة وموظفي الوزارة عن إنجازات لا تُعدُّ ولا تحصى، وعن مُستقبلٍ مُشرقٍ بالتفاؤلِ والتطوّرِ والتميُّزِ وأنا الآن لا ألوم الوزارة ومسؤوليها ومتحدثيها بل ألوم الإعلام الكسول والأقلام المأجورة التي تستضيفهم لتلميع صورهم لا لمحاسبتهم فالإعلام سلطةً تُعاقب بأقلامها وليست منبراً لتلميع الأوساخ وإنجاح الفاشل وتنزيه الفاسد.

مقالُنا هذا موجّه إلى كُلُّ مسؤولٍ استلمَ منصباً في الوزارة وتحدّث عن التطور والمستقبل والازدهار، أيُّها المسؤولون الآن سأُقدم لكم إنجازاتكم وتطوركم وبذوركم التي زرعتوها في الصحراء القاحلة والي تعلمون أنّها لن تثمر سوى أمام شاشات التلفاز والأقلام التي تَرقُص على أوراق الدنانير.

يَتحدثونَ عن التطوِّرِ من سنينٍ طويلة.. هذا هو باختصار:

إنجازات وهميّة
قالوا أن الجيل الرابع سيطلق بعد سنة وهذه السنة جلبت معها سنةً أُخرى وأُخرى وأُخرى وأُخرى حتى وصلت للعام 2021، قالوا ستمتد شبكات كابل الألياف الضوئية وستتغذى المنازل بالإنترنت ذو الجودة العالية والسرعة "السُلحفاتية" ولم نرى كابلاتهم الضوئية سوى في نشرات الأخبار! قالوا ضربنا منافذاً عملاقةً لتهريب سعات الإنترنت وسنُثري خزينة الدولة بالأموال الوفيرة وستتوفر أفضل الخدمات والواقع خزينةً تلعب بها الفئران وإنترنتً يُدخل الشُرك في قلوب مشتركيه بسبب كمية السب والشتيمة التي تُرسل إلى كُلُّ مسؤول تحدث عن تطورٌ مُزدهرٌ في قطّاع الاتصالات العراقية.

دُمى بيد "E".. من سيُحاسب؟

عندما يكون المسؤول دُمية
في الواقع العراقي نَعلم جميعاً السياسة وأحوالها وآلية نيل المناصب بها والسعي خلف المغانم الحزبية والشخصية أما المواطن :فمن هذا المواطن؟ ماذا يُريد؟"
وفقاً لمعلومات كانت سِرّيّة ولكن كالعادة لا شيء تدوم سرّيتهُ في العراق، كشفت تحليلات عن أن وزيراً ما ترأسَ وزارة الاتصالات ليس بنزاهته أو كفاءته أو خبرته أو تخصصه أو شهادته بل نَصبته شركةً ما دعونا نطلق عليها اسماً افتراضياً وليكُن "E" بمساعدةً من جهاتً لطالما عُرفت بانحرافها عمّا تدّعيه، جهاتٌ منافقةٌ جبانةٌ متَذيِيلةٌ لها حصتها من تلك الصفقة التي عُقدت في غرف الظلام اللاسريّ.
لم يَدُم حكم ذلك الوزير صديق تلك الشركة التي اطلقنا عليها اسماً افتراضياً "E" بسبب عدم معرفتنا لاسمها، وقد خَسرت تلك الشركة الصفقة بعدما حدث حدثٌ غير متوقعٌ، بعدما زَهق المظلوم من حكم الظالم، ولكن خَمّن ماذا حصل؟ اتفق جميع من وصفتهم بـ "جهاتً لطالما عُرفت بانحرافها عمّا تدّعيه، جهاتٌ منافقةٌ جبانةٌ متَذيِيلةٌ" على قَتل كُلِّ حُرّاً يطالب بأبسطِ حقوقه التي شرّعها لها دستوراً كتبهُ شخصاً ما في زمانٍ ما.
المهم لنعود إلى صُلب موضوعنا السحريّ في التلفاز والذي ترقص عليه الأقلام المأجورة ليلاً ونهاراً لكثرة ما يُدره من أموالٍ على عُهر الأقلام.

إنجازات الوزارة ووزرائها:

إنجازات وهمية!
لنُعدِّد الإنجازات التي حَققتها وزارة الاتصالات من يوم وجودها على هذه الرُقعةِ الجغرافية:
  1. تَراجع مستمر في سرعة الإنترنت بينما يتقدم العالم إلى سُرع يصعب علينا تخيلها وأصبح العراق شاذاً بين الدول العربية من حيثُ خدمة الإنترنت ونال لقب أسوأ وأبطأ إنترنت في العالم متفوقاً على الجزائر والنيبال وأوزبكستان وغانا والسنغال والسلفادور ونيجيريا وكمبوديا وبنجلاديش والأخيرة كانت أفضل من التسع الذين قبلها.
  2. شركات اتصالات الهاتف المحمول تبدأ ببيع الإنترنت بالسعات على الرغم من أنهُ الجيل الثالث وليس هذا فقط بل أصبحت الواحد جيجابايت بألف دينارٍ عراقيّ لإنترنت سرعته القصوى تبلغ 2 ميغابِت والتي لن يصل إليها في مُطلق الأحوال! وسعر الجيجابايت غيرُ منطقيٍ تماماً وغير قابل للتصديق إطلاقاً ويستحيل ذلك.
  3. احتكار واضح جداً للساحة على مستوى شركات الـ ISP وكأن حُكم الساحة قد انقضى لصالح شركةٍ ما تمكّنت وبسطت نفوذها لكي تُصبح صعبةِ الإطاحة ويُقال بأنها ذات الشركة التي نَصّبت وزيراً يمسك المنديل ويلمع مطالبها ويُنفذ ما تطلبه ويمنع ما ترغب بمنعه بالتعاون مع مجموعاتٍ سبق وأن وصفناها أعلاه.
الخطط واضحة كوضوح الشمس، ما إن تنتقد شركةٍ ما ستلقى الرد بأن الخلل من الوزارة وليس الشركة وعندما تعترض على النظام سيبدأ السلاح المنفلت بتأدية دورهُ تحت مسميات التخوين والعَمالة وما إلى ذلك مما شهدناه في ثورة أكتوبر التي انطلقت شرارتها في تشرين الأول 2019 والتي لا زالت موجودة وإن رُفعت الخيام فالثورة مبدأ وفكر في العقول وليس في الأرض وهي غير قابلة للإزالة ويرثُها جيلٌ بعد جيل حتى توضع المشنقة في حبل المجرم اثناء اعترافه بما أجرم.

ماذا عن الجيل الرابع هل سيحُل أزمة الاتصالات؟

الجيل الرابع - 4G
افجعتنا شركات الاتصالات بسياساتها الجديدة في بيع الإنترنت وما هي إلّا صدمةً صغيرةً لما هو قادم (على الأرجح) حيث أنك رأيت الآن إنترنت الجيل الثالث يباع بمعادلة ليست من قُبيل المَنطق:
اشتراك شهري بـ 30 ألف دينار تحصل على إنترنت مفتوح ولكن، لديك 30 جيجابايت تبلغ بها سرعة الإنترنت 2 ميجابِت كحدٍ أقصى وبعد استهلاكك للـ 30 جيجابايت يمكنك شراء المزيد من السعات أو "التمتع" بإنترنت مفتوح بسُرعة أقصاها 256 كيلوبِت والتي وجودها من عدمه لن يفرق شيئاً البَتَّةَ.
هذا تسبب بتصديقي لمخاوفي من أن الجيل الرابع إما سيكون بثمناً باهظاً جداً أو سيكون رديءاً ولا يقل رداءةً عن الجيل الثالث في ما مضى وما هو عليه الآن مما يعني أن لا أمل يُذكر وكلُّ التصريحات "البرّاقة، المدهشة، الطموحة" التي تغنّت بها التقارير والتشويقات التي قدّمتها هي ليست سوى زيفٌ ووهمٌ أسرعت الأقلام الرقّاصة في الردحِ على دولاراتها.



وضع القراءة :
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-