أخر الاخبار

تيك توك والمراهقين.. قصة انفلات أخلاقي!

تيك توك والمراهقين.. قصة انفلات أخلاقي!

تيك توك التطبيق الأسرع نمواً، منصة التواصل الاجتماعي الموجّهة نحو الشباب، المنصة التي تحولت من مكان لنشر الإبداع (في الغرب) ألى مكان لنشر المحتوى الجنسي والإغراءات (في العراق).

معظم مستخدمي تيك توك العراقيين هم من فئة المراهقين وما دون وما فوق، نحن المجتمع الذي يحاول أن يُربي شبابه على الأخلاق الحسِنة والاحترام، انفلتنا في هذه المنصة وأصبح شبابنا من الرجال والنساء يشاركون ويفعلون ما لا يقدرون على فعله في الواقع خوفاً من الأهل.

تعري وإيحاءات جنسيّة.. أبواب الشُهرة على تيك توك

أطفال يتعرضون لمحتوى غير ملائم

بالطبع يسعى معظمنا إلى الشهرة على تيك توك ولكي تشتهر على المنصة في العراق فهناك اتجاهين لا ثالث لهما: إما التعري والإيحاءات الجنسية أو المحتوى السخيف والتافه الذي لا علاقة له بالكوميديا إطلاقاً.

للأسف وسط غياب الرقابة الأهلية من الأب والأم أصبح اطفالنا ذوي الأعمار الصغيرة يشاركون فيديوهات نخجل ونخاف أن نُطبقها في واقعنا.

فبينما يستفيد العالم من التكنولوجيا ويسخرها لخدمته نحن هنا نستخدمها لإطلاق العنان لوحوشنا الجنسية وللتنمر والسب والقذف والتعري والرقص.

كلها أفعال سيندم عليها المراهق عندما ينضج ويدرُك في المستقبل، عندما يرى الناس المثقفة لا تحترمه، عندما يدخل بين مجتمع من المثقفين ويُنزل رأسهُ خجلاً من المحتوى الذي نشره، عندما يَعرض على فتاة محترمة الزواج وترفضه، عندما يتقدم للعمل لدى شركة أهلية ويخجل إن عرفوا بما يفعله.

ليست من فراغ.. لماذا نسعى إلى الشهرة؟

بالطبع الرغبة بالشهرة لم تأتي من فراغ. فباستثناء المحتوى الجنسي الذي ينشره البعض هناك من يقوم بمحتوى تافه ويقلل من قيمته واحترامه لأجل أن يصبح مشهوراً وتأتي رغبة الشهرة بعد تأثره بالفاشونيستات والبلوجرات العراقيات الذين يصطنعن حياة وردية وهمية أمام الكاميرا بينما واقعهن مؤلم وقاسي.

هو يحلم بأن يمتلك الأموال الطائلة والقصور الفارهة والسيارات الحديثة من خلال شهرته لأنه يرى بعض البلوجرات يحظن بذلك ويتكلمن دوماً بالحياة الوردية ويستعرن السيارات من أجل التصوير معها أمام المتابعين لكي يظهرن بمظهر الفتاة الغنية التي حققت أحلامها.

هل تعلم حجم التنازلات الي تنازلن عنها؟

أولاً عُبثنَ بأجسادهن وقامن بشتى عمليات التجميل والنحت من أجل شفاهٍ منفوخة وخِصرٌ رفيع ومؤخرةً كبيرة.

آذنَّ صحتهن وتحملنَ مرارت الألم ويتحملنها باستمرار من أجل بعض اللايكات والمتابعات.

يكذبنَ باستمرار وأصبحنَ يصدقنَ كذبهُنَ من كثر تكراره.

يستعرضن بأجسادهن (عود ما تدري) من أجل أن تثير ضجة كل فترة كي تبقى في ساحة الحياة الوردية الوهمية.

تراها تارةً تُظهر مؤخرتها بدون قصد ولكنها في الحقيقة تتفق مع شخصية أُخرى كي تقوم بشيء معين لكي تُدير وجهها وتُظهر مؤخرتها التي لم تعد طبيعية بل "بالونة".

يفعلن ما يفعلن بالفوتوشوب من أجل إخفاء عيوبهنَّ.

يا أيها السيدات والسادة، يا أيها المراهقين والمراهقات ماذا تفعلونَ بأنفسكم؟ أأنتم مُدركين أم أصابكم عمى الشهرة والحياة الوردية الوهمية؟

أين أنتم؟.. رسالة إلى الوالدين

رقابة أبوية

أنتم يا من لا تقبلون بالخطأ، ولا بالوقاحة، ولا بالأخلاق المُخلّة، ولا الألفاظ النابية، أين مراقبتكم؟ أين المسؤولية التي وقعت على عاتقكم في لحظة انجاب الطفل؟ لماذا غيابكم واضح؟

تيك توك منصة +18 في العراق خصوصاً ولو كان لي ابناً أو بنتاً فلن اسمح بتثبيت هذه المنصة على هواتفهم قطعاً فكل ما تجدهُ بها محتوىً جنسياً مستوراً بالبكيني وإيحاءات جنسية ومحتوى تافه يُنزل الرأس!

أعيدوا النظر جيداً وعندما تصمحون لأبناءكم بتحميل تطبيق معيّن جربوه أنتم أولاً وابحثوا عنه وتحققوا منه جيداً فأخطاء أبناءكم تؤذيهم بالمستقبل القريب وتحطم من آمالهم وتطلعاتهم وأحلامهم فضلاً عن الإنحراف والشرف والقيم التي تربّى عليها آباءنا وأجدادنا والتي فرضها علينا ديننا.

وبعيداً عن الدين فأنا استرخص المرأة التي تُظهر جسدها للجميع لا أحسُّ أنها ثمينةً.

وأأخُذ التافهين بعين صغيرة ولا احترمهم إطلاقاً.

إن لم تحموا أبناءكم فلا تقولوا لماذا انحرفوا ولماذا أصبحت أخلاقهم سيئة ولماذا يسعون خلف شهواتهم ولماذا كل هذا الإنحلال الأخلاقي ولماذا لا يرضى بالأكل الذي لدينا والبيت المتواضع الذي نملكهُ لأنهُ ببساطة يقتدي ويسير خلف أُناس وهميين اعتادوا الكذب حتى اصبحوا يصدقون كذبهم، اعتادوا النفاق حتى أصبح لديهم عادة طبيعية، اعتادوا التنمر، والأقبح من ذلك تخلّوا عن قيمهم وأخلاقهم وشرفهم واسترخصوا أنفُسهم.




وضع القراءة :
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-