إليك كيفية عمل الشحن اللاسلكي السريع، وكيف من المحتمل أن يصبح أسرع في المستقبل.
كيف يعمل الشحن اللاسلكي
تدعم العديد من الأجهزة الإلكترونية (بدءاً من الهواتف الذكية إلى السمّاعات اللاسلكية) الشحن اللاسلكي والميزة لا تقتصر على علامة تجارية معينة بل توفر العديد من العلامات التجارية الشحن اللاسلكي في منتجاتها بدءاً من سامسونج إلى آبل.
يسمح الشحن اللاسلكي للمستخدمين بوضع أجهزتهم على قاعدة (إن صحَّ التعبير) موضوعة على الأرض (سواء كان ميز أو طاولة)، وبعد ذلك يبدأ الجهاز الإلكتروني بالشحن (لا يلزم وجود كابلات).
تستخدم معظم أجهزة الشحن اللاسلكية الحديثة عملية تسمى الحث المغناطيسي. يتضمن ذلك تحويل الطاقة المغناطيسية من لوحة الشحن إلى طاقة كهربائية عبر ملف داخل الجهاز. ثم يتم استخدام هذه الطاقة لشحن البطارية. ولهذا السبب أيضًا يتم تصنيع الكثير من الأجهزة من مادة الزجاج بدلاً من المعدن وهذا يعود إلى سبب منطقي حيث يعتبر الزجاج أكثر فائدة للحث.
يعد الاتصال اللاسلكي أحد أكثر أشكال الشحن القياسية. على عكس أجهزة الشحن السلكية التي تتطلب مجموعة متنوعة من المعايير والموصلات، تستخدم معظم أجهزة الشحن اللاسلكي معيار Qi الذي وضعه اتحاد الطاقة اللاسلكية (WPC). هذا يعني أن لوحة شحن قياسية واحدة ستعمل مع كل الأجهزة بغض النظر عن العلامة التجارية (لا يهم إن كانت سماعاتك آبل إيربودز أو جالاكسي بودز).
يعمل الشحن السريع عن طريق زيادة عدد الواط التي يتم توصيلها لبطارية الهاتف. وهذا يجب أن يعمل في كلا الاتجاهين. يتعين على الشركات المصنعة أيضًا تصميم أجهزة الاستقبال الخاصة بهم التي توضع بداخل المنتج الإلكتروني للتعامل مع الشحن السريع.
في الماضي، كان الشحن اللاسلكي بطيئًا ولم يقدم سوى القليل من المرونة وكانت الإصدارات الأولية لهذه التقنية تشحن بقوة 5 واط فقط أو أقل، والتي كانت أقل بكثير من الشحن السلكي.
أمّا الآن، يمكن لأجهزة الشحن اللاسلكية العادية التي تستخدم معيار Qi الشحن بقوة تصل إلى 15 واط على الأجهزة المتوافقة. تسمى سرعة الشحن الأسرع هذه بملف الطاقة الممتد (EPP).
يستخدم الشحن اللاسلكي طريقة مشابهة للطريقة السلكية لتوصيل الطاقة. يتضمن ذلك تشغيل الجهاز بأقصى سرعة، ثم تقليصه في نهاية دورة الشحن.
يتبع هذه العملية:
- الاكتشاف: يكتشف جهاز الإرسال ما إذا كان هناك جهاز متوافق مع معيار Qi فوقه.
- الطاقة الكاملة: إذا كان جهاز الاستقبال يعمل بأحدث إصدار من Qi، فسيحصل على طاقة تصل إلى 15 واط من جهاز الإرسال المتوافق.
- الكشف عن الحرارة: تحتوي أجهزة الإرسال على اختبار حراري يسمح لها باكتشاف ما إذا كان الجهاز ساخنًا. إذا كان الأمر كذلك، فسيقوم جهاز الإرسال بإبطاء خرج الطاقة.
- الاكتمال: عندما تمتلئ البطارية في جهاز الاستقبال، تتوقف لوحة Qi عن شحن الجهاز.
تضمن هذه العملية سلامة أجهزتك وتمنعها من السخونة الشديدة أو تلف بطارياتها. كما أنها تؤمِّن أو تضمن لك سلامة جهازك إن تركته على لوحة شحن طوال الليل.
معايير لاسلكية مخصصة
تم تحديث معيار Qi الأساسي آخر مرة في عام 2015، مما أدى إلى تحسين EPP وحساسية الحرارة. منذ ذلك الحين، تم إطلاق EPP Power Class 0، والذي يمكّن أجهزة الإرسال من توفير طاقة تصل إلى 30 واط، اعتمادًا على جهاز الاستقبال.
في حين أن سرعة الشحن هذه لم يتم توحيدها في جميع المجالات، فإن العديد من الشركات المصنعة قد طبقت إصدارات معدلة من معيار Qi EPP قادرة على توفير سرعات أعلى. إحدى هذه الشركات هي ون بلس، التي أصدرت تقنية الشحن اللاسلكي Wireless Warp بقوة 30 واط مع هاتف OnePlus 8 Pro الرائد. تدعي الشركة أنه يمكن أن يتم شحن الجهاز إلى 50٪ في 29 دقيقة فقط.
تحتوي لوحة الشحن أيضًا على مروحة مدمجة تسمح لها بتحقيق سرعات شحن أعلى، فضلاً عن الحماية من الجهد الزائد والتيار الزائد. ولكنها متوافقة فقط مع أجهزة محددة من OnePlus.
بالطبع، في وادي السيلكون تَجد المنافسة مشتعلة ولا يصيبها الخمول، أصدرت شركات أخرى مثل شاومي شواحن لاسلكية Qi بقوة شحن تصل إلى 30 واط.
مستقبل الشحن اللاسلكي
ستستمر سرعة الشحن اللاسلكي في الازدياد. لقد قام اتحاد الطاقة اللاسلكية (WPC) بإثارة الجماهير مثيراً أن خطوته التالية ستكون معيار شحن لاسلكي بقوة 60 واط. هذه السرعة يمكن مقارنتها أو حتى أعلى من سرعات الشحن السلكية التي تقدمها العديد من شركات تصنيع المنتجات الإلكترونية.
ستزداد سرعة الشحن اللاسلكي وسيزداد معها عدد الأجهزة التي يمكن شحنها في وقتٍ واحد على قاعدة واحدة.
بالإضافة إلى زيادة سرعات شحن الهواتف المحمولة، فهذا يعني أن الأجهزة الإلكترونية ذات البطاريات الأكبر حجمًا مثل أجهزة الكمبيوتر المحمولة ستكون أيضًا متوافقة مع الشحن اللاسلكي في المستقبل.